موازاة للقصف المكثّف، تواصل قوات الاحتلال سياسة التجويع التي لا تقلّ وطأةً عن القصف، إذ قالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الصهيوني يرتكب جرائم إبادة جماعية شماليّ غزة من خلال استهداف وتجويع 700 ألف مواطن، في حين جددت الأممالمتحدة تحذيرها من أن مجاعة في قطاع غزة "أصبحت شبه حتمية، ما لم يتغير شيء". أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل عدد كبير من الأطفال الذين استشهدوا جوعا في قطاع غزة، مشيرة إلى توقعات بأن يكون العدد الحقيقي للوفيات بسبب نقص الغذاء أعلى من ذلك. وقال المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندماير، إن السكان في قطاع غزة يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على الغذاء والماء وغيرهما من الضروريات، في ظل ما وصلت إليه الأوضاع من جوع ويأس وسط استمرار الهجوم الصهيوني. وتابع: "النظام في غزة على شفير الانهيار، بل أكثر من ذلك. جميع شرايين الحياة في غزة انقطعت بشكل أو بآخر". ولا تكاد تصل أي مساعدات إلى المناطق الشمالية البعيدة عن المعبر الحدودي الرئيسي، التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال جبهات قتال أكثر احتداما. وقال ليندماير: "إمدادات الغذاء متوقفة عمدا. دعونا لا ننسى ذلك". وقال مسؤول كبير في مجال المساعدات بالأممالمتحدة لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إن ربع سكان غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وإن حدوث مجاعة واسعة النطاق قد تكون "أمرا شبه حتمي" . في الأثناء، انتقد وزير الخارجية الفرنسي في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية نشرت أمس السبت السلطات الصهيونية معتبرا أنها مسؤولة عن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. الكيان يذلّ الأمريكان وقال ستيفان سيجورنيه "من الواضح أن مسؤولية منع وصول المساعدات (إلى قطاع غزة) هي صهيونية "، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني الكارثي "يؤدي إلى أوضاع لا يمكن الدفاع عنها ولا يمكن تبريرها ويتحمّل الصهاينة مسؤوليتها". ودعا سيجورنيه الجمعة عبر إذاعة "فرانس إنتر" إلى إجراء تحقيق مستقل حول مجزرة "الطحين" الخميس. من جانبه، أكد بايدن أن بلاده ستبدأ المشاركة في عمليات إلقاء مساعدات إنسانية جوا لسكان غزة في ظل الأوضاع الكارثية التي يواجهونها. وبهذا الخصوص، قال السفير الأمريكي السابق، روبرت فورد، إن الولاياتالمتحدة التي ستقوم بعملية إنزال جوي للمساعدات إلى غزة، تتعرض لأسوأ إذلال من قبل الكيان الصهيوني. وأوضح فورد، الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة لدى سوريا والجزائر، في منشور على حسابه على "إكس" أنه " رأى دولة الاحتلال تهين الإدارة الأمريكية السابقة، ولكن بصرف النظر عن الغارة الجوية الصهيونية القاتلة عام 1967 ضد سفينة البحرية الأمريكية "ليبرتي"، إلا أن إجبار الولاياتالمتحدة الآن على القيام بإنزال جوي للمساعدات إلى غزة هو أسوأ إذلال صهيوني للولايات المتحدة رأيته في حياتي". وزاد فورد على منشوره بالقول: "ويجب أن أضيف أن الولاياتالمتحدة ستقوم بإسقاط المساعدات الإنسانية جواً لسكان غزة إذا وافقت القوات الجوية الصهيونية بكل لطف على عدم إسقاط الطائرات الأمريكية فوق غزة".