يمثل ملف التشغيل بالجنوب أحد التحديات التي يتم التعامل معها بكل المسؤولية الوطنية والالتزام بمنع أي استغلال مشبوه لمعاناة شريحة البطالين وخاصة الشباب يحاول بعض المغامرين استخدام ظروفهم الصعبة في الواجهة من اجل بلوغ أهداف غير معلنة يدرك أبناء الجزائر وبالدرجة الأولى سكان الجنوب مدى الخطورة التي تحيط ببلادنا. يجري كل هذا في محيط إقليمي يمر بأزمات عميقة تضرب السيادة الوطنية للدول في الصميم من خلال تسويق شعارات براقة لكنها مليئة بالمآسي ومكرسة لمناخ اللاأمن والفوضى وتراجع التنمية والأمثلة حولنا اكبر وأوضح من أن يشار إليها. لقد صنعت الجزائر الاستثناء بفضل شعبها الواعي بما يحاك حوله والمدرك لما يتربص ببلاده من أطراف لا يرضيها إمساكها المتين بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالموازاة مع إعادة بناء الإطار المؤسساتي من خلال تدعيم كل ما يصنف في خانة المكاسب الشعبية الكبرى وتصحيح كل ما هو ضمن النقائص والمعوقات. وضمن هذا الاتجاه يندرج التكفل بمسألة التشغيل في المناطق الجنوبية حيث تطرح انشغالات مشروعة يمكن التعاطي معها بفعالية وبالملموس في ظل مناخ الهدوء والسكينة العامة حتى لا يتسلل من يريدون تعكير الساحة ويحاولون بلا جدوى خلط الأوراق من خلال الترويج لمغالطات مفضوحة لا يمكن أن تجد صدى بين أبناء المنطقة التي لم تتخلف أبدا عن تلبية نداء الواجب من خلال انخراط السلف الصالح في المجهود الوطني للتحرير والبناء. وليس بالمدهش أن يحبط الجيل الخلف حسابات من يتربصون شرا بالجزائر ومن ثمة سيفوتون عليهم الفرصة بعدم الوقوع في شراكهم المنصوب بخبث بالتخفي وراء مطالب مشروعة ولا يمكن إنكارها لتحقيق مآرب لا صلة لها إطلاقا بانشغالات وتطلعات الجزائريين الذين سيجدون ضالتهم في الحرص على تكريس الاستقرار والحفاظ على السلم الاجتماعي حتى تتضح الرؤية بما يضمن توفير المساحة المواتية لإنجاز برامج التنمية المرتكزة على التشغيل وفقا لآليات واضحة. وبالفعل لم يعد موضوع التشغيل عرضة لسوق غير مضبوطة يتلاعب بها سماسرة تمادوا في الدوس على القانون والقفز على معايير العدالة والإنصاف وتكافؤ الفرص، ومن الآن فصاعدا فان مسألة التشغيل لن تبقى على نفس الوضع لتدخل ضمن الشرعية من خلال إلزام كافة المتعاملين بغض النظر عن طابعهم القانوني عمومي، خاص أو أجنبي باللجوء إلى وكالة التشغيل الرسمية للتوظيف باعتبارها الجهة الوحيدة المكلفة باستبدال عروض وطلبات العمل ومعالجتها بالمعايير الشفافة. وبموازاة هذا المسار الحاسم لإشكالية تمادت في تهديدها للهدوء فان الأفق القريب يحمل بدائل استثمارية خارج المحروقات بالخصوص سوف تستوعب قدر الإمكان اكبر جزء من حجم الطلب على العمل خاصة إذا ما انخرطت كافة المؤسسات بما فيها التابعة للرأسمال الوطني الخاص في هذه الديناميكية التي تدوس عجلتها على متاريس المؤامرة التي تدبر خيوطها بالخارج وسيزيحها أبناء الجزائر من سكان الجنوب الشاسع الذين يدركون خبايا وخلفيات مروجي الإشاعات الهدامة ويتصدون لمخططاتهم بالهدوء المطلوب بما يفضح المندسين وهل هناك من غير أهل الدار من يحمي الجزائر لتبقى باسلة في مقدمة ركب الأمم؟ .