بالرغم من تنامي التحذيرات الأممية والدولية بشأن الأبعاد الخطيرة المتواصلة لتعميق وتوسيع الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، يواصل الكيان المجرم مراوغاته وحملاته التضليلية لكسب مزيد من الوقت لإطالة أمد العدوان، استكمالا لمجازره وجرائمه وموجات النزوح، تنفيذا لخططه الرامية إلى تهجير الغزاويين من بيتوهم عنوة، في نكبة جديدة يقول الفلسطينيون إنها "أسوأ "من نكبة عام 1948. في سياق المسلسل الإجرامي الصهيوني، الذي رغم فظاعته لم يكشف بعد عن فصوله المرعبة الخفية، ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني مؤخرا مجزرة مرعبة "مجزرة الطحين" على (دوار النابلسي) قرب "شارع الرشيد" جنوب غرب مدينة غزة، راح ضحيتها 118 شهيدا على الأقل كانوا يحاولون الحصول على القليل من المساعدات تسد جوعهم، لتليها مجزرة أخرى لا تقل بشاعة بعدها بيوم، خلفت عشرات الشهداء ب(دوار الكويت) استهدفت فلسطينيين كانوا يسعون للحصول على طحين يسكتون به جوع أطفالهم. فعلاوة على استخدام القصف والقنص والإعدام، يعتمد الكيان الصهيوني سلاح التجويع والتعطيش لاغتيال مزيد من الفلسطينيين وإجبار الآخرين عن التهجير، دون أن يعير أي اهتمام لقرار محكمة العدل الدولية أو قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ولا لجميع المناشدات الدولية التي تؤكد على ضرورة حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم، لكن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها بعض الدول ومن ضمنها الجزائر، تتواصل للضغط على الكيان المحتل للدفع نحو وقف لإطلاق النار في القطاع. في هذا الإطار، دعت الجزائر على لسان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، الثلاثاء، إلى "ضرورة التحرك الفعلي والفعال على جميع المستويات المتاحة لتكثيف الضغط على الاحتلال" الصهيوني، و«كف سبل تجبره واستقوائه على والأبرياء ومحاسبته، من خلال تعزيز الخطوات المتخذة أمام الهيئات القضائية الدولية وتدعيمها بمساع إضافية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة". وأكد عطاف، خلال الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بجدة، أن "خطورة الظرف الحالي في غزة تفرض علينا الارتقاء بسقف مواقفنا الجماعية وتدعيمها بإجراءات وتدابير ومبادرات تستجيب لاستنجادات واستغاثات أشقائنا الفلسطينيين، وتضع حدا لمظالم ومعاناة ومآسي ومغابن عدوان خرق كل الثوابت والضوابط الأخلاقية والسياسية والقانونية؛ عدوان يصعب إيجاد الكلمات التي تصفه على واقعه وتنعته على حقيقته". وأضاف عطاف، أن "الأوان قد آن، لأن ندرك بأن عبارات الإدانة والاستهجان وحدها لن توقف الإبادة الجماعية والتصفية الممنهجة الدائرة رحاها في قطاع غزة"، مشيرا إلى أن المطلوب أولا "هو تحرك فعلي وفعال على جميع المستويات المتاحة لنا لتكثيف الضغط" على الاحتلال الصهيوني "وكف سبل تجبره واستقوائه على الضعفاء والأبرياء". ومنذ بدء العدوان في 7 أكتوبر الماضي، لم تدخر الجزائر أي جهد - بصفتها بلدا عضوا غير دائم بمجلس الأمن للأمم المتحدة - في السعي لإيجاد مخرج لإيقاف هذا العدوان الهمجي والسماح بدخول المساعدات لقطاع غزة، لإنهاء معاناة الفلسطينيين وإخماد آهاتهم التي تتعمق يوما بعد يوم، وذلك انطلاقا من إيمانها بمركزية وعدالة القضية الفلسطينية التي تعد في صلب اهتماماتها. وخلال جلسة مشاورات مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي بدعوة من الجزائر، لتدارس آخر التطورات في غزة عقب المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في (دوار النابلسي)، أدان ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة، السفير عمار بن جامع، بأشد العبارات هذا العمل البربري الذي ارتكبه جنود الكيان الصهيوني ضد مدنيين فلسطينيين عزل كانوا بانتظار وصول شاحنات المساعدات الإنسانية ورافع لصالح إنهاء حالة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها المحتل وشعوره أنه فوق القانون وبعيد عن المساءلة. وفي سياق الجهود الحثيثة للدبلوماسية الجزائرية، وفي إطار نشاطات التعبئة من أجل القضية الفلسطينية وبالتنسيق مع بعثة فلسطين بنيويورك، نظم ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة بنيويورك، عمار بن جامع، أمس الأربعاء، بمقر الأممالمتحدة، لقاء غير رسمي لتبادل المعلومات لفائدة الممثلين الدائمين للبلدان الأعضاء في مجلس الأمن الدولي مع مجموعة من أفراد العائلات الفلسطينية من ضحايا غزة. ويهدف هذا الحدث، لأن يكون "منصة لتبادل المعلومات المباشرة حول الوضع الكارثي الذي يعيشه الفلسطينيون في الأراضي المحتلة وفي غزة على وجه الخصوص".