عاشت مدينة قسنطينة، منذ السبت الفارط وإلى غاية يوم أمس، حالة هستيرية يشوبها الخوف والرعب، جراء حادثة الطفلين المخطوفين زكريا هارون بودايرة البالغ من العمر 10 سنوات، وحاشيش إبراهيم البالغ من العمر 9 سنوات من طرف مجهولين بالمدينةالجديدة علي منجلي بلدية الخروب ولاية قسنطينة.الحادثة المأساوية التي انتهت بقتل الطفلين عن طريق الخنق وليس عن طريق الذبح والتقطيع إلى أشلاء كما تداولته بعض الجرائد الوطنية والمحلية بالولاية، هذه الوضعية التي تسببت في غضب شديد لدى سكان الوحدة الجوارية رقم 18، ما نتج عنه مواجهات عنيفة مع أفراد الشرطة وقوات الدرك الوطني، حيث تم التعدي على عديد الممتلكات العمومية وسيارات الشرطة. وذكرت مصادر موثوقة لجريدة «الشعب» أثناء زيارتنا لموقع الحدث أن عملية الكشف على جثة الطفلين تم صباح أول أمس من قبل شباب الحي بورشة أعمال الوحدة الجوارية رقم 17، حيث كانت إحدى الجثث وسط كيس بلاستيكي والأخرى بحقيبة سوداء مرمية بشكل عشوائي بالمنطقة، وهو ما يؤكد الطابع الإجرامي وغير الأخلاقي وراء عملية الاختطاف الشنيعة التي اقشعرت لها الأبدان. وكيل الجمهورية : أعضاء الطفلين لم تُسرق والجريمة فعل انفرادي من جهة أخرى، أكد عبد اللي محمد وكيل الجمهورية لدى مجلس قضاء قسنطينة في ندوة صحفية، عقدها أمس، مع وسائل الإعلام الوطنية والمحلية قدم من خلالها جميع التحقيقات الأولية للقضية دون الخوض في التفاصيل، والتي أفرزت عن القبض على المتورطين البالغ عمرهما (21) و(38) سنة، واللذان اعترفا بالتهمة المنسوبة لهما والمتمثلة في خطف الطفلين إبراهيم وهارون والقيام بقتلهما عن طريق الخنق حتى الموت. حيث أفاد ممثل النيابة على مستوى المحكمة والذي تنقل إلى مقر الطب الشرعي التي جاءت باعترافات المجرمين، ليؤكد بذلك الطب الشرعي على انه لم يتم التنكيل بالجثتين ولم يتم سرقة أعضائهما وان حالة الموت كانت قد سجلت صبيحة أول أمس فقط، أي أن الطفلين المخطوفين كانا على قيد الحياة طيلة فترة اختطافهما. واستنادا إلى توضيحات وكيل الجمهورية، فان الجريمة هي نتاج فعل انفرادي، وان كانت دوافعها غير واضحة، وتحتاج لجمع أدلة علمية تثبت أسباب ودوافع الجريمة الشنعاء، لتبقى التحقيقات تحافظ على طابعها السري إذ يتعذر عليهم الإدلاء بأي تفاصيل. «جريدة الشعب» وتعبيرا منها عن تضامنها مع عائلات الضحايا، تنقلت نحو المدينةالجديدة علي منجلي لحضور تشييع جنازة الضحيتين هارون وإبراهيم، التي مرت في جو حزين وهستيري وموكب جنائزي حاشد حضره السكان والجيران وكل من سمع بقضية الطفلين البريئين، الجنازة اتسمت بتقلب جوي بارد وممطر للغاية، وكأن السماء حزنت على مصاب هاتين العائلتين، وفي محاولة منا للحديث مع عائلتي إبراهيم وهارون تعذر علينا ذلك بسبب الحالة الهستيرية التي كانوا يعانون منها جراء الصدمة التي لم تكن متوقعة «إنا لله وإنا إليه راجعون»، رحمهما الله، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.