سجلت مختلف مصالح الاستعجالات للمؤسسة العمومية الاستشفائية لتبسة ومختلف بلدياتها خلال العشرة أيام الأولى لرمضان بعد الافطار الى غاية فترة السحور توافد مئات المرضى على هذه المصالح وتختلف الحالات المرضية من شخص لأخر بحسب العمر ونوع المرض. أجمع الطاقم الطبي من العاملين في الاستعجالات أن بعض الحالات تشكل استعجالا بالنسبة لمرضى القلب والقصور التنفسي أو حتى أمراض السكري، إلا أن حالات أخرى يكون سببها التُخمة وانعدام الوعي الغذائي الصحيح الذي يؤدي الى أعراض القيء والاسهال وأمراض أخرى تصيب الجهاز الهضمي، وما يصاحبها من تأثير على القلب والتنفس. تجوّلت "الشعب" بعد الإفطار باستعجالات "عالية صالح" وسط مدينة تبسة وأول ما تم ملاحظته هو الضغط الكبير على الطاقم الطبي وشبه الطبي بسبب كثرة الحالات المرضية من جهة وتدخل مرافقي المريض بالاعتداءات اللفظية من جهة أخرى، واضعين الطاقم الطبي في قلق وتوتر دائم حيث يتضاعف هذا الضغط خلال رمضان بحسب العاملين في هذه المؤسسة. وكشفت منية العايب، إطار بمديرية الصحة والسكان بتبسة، أن المؤسسات الصحية تتوفر على 8 استعجالات طبية وحوالي 23 نقطة مناوبة تعمل على مدار 24/24 بعدد إجمالي للأسّرة يقدر ب 108، أين يتم التكفّل بالحالات المستعجلة في كل وقت وفي كل مناسبة على غرار الأعياد وحتى شهر رمضان ومن هذه الحالات حوادث المرور والتسممّات الغذائية، التخمة، حالات خاصة بمرضى السكري وغيرها من الحالات. وأضافت ذات المتحدثة أن الاستعجالات تتوفّر على أجهزة طبية جديدة وطاقم طبي متكامل في إطار الإجراءات المتخذة لتحسين عملية التكفل بالمرضى وهذا ضمن المخطط الوزاري الجديد الذي يهدف لتحسين كل الظروف الصحية، ولذلك تم تدعيم الاستعجالات برقمنة المعلومات والعمل على إدخال منظومة إعلامية جديدة لتسيير المواعيد، ناهيك عن التجهيزات الجديدة على غرار إجازة السكانير والتي من المفترض أن تتدعم بها كل المستشفيات. يجدر الذكر، أن مصالح الصحة تعمل على التكفل الكلي بالمريض، من خلال تحويل بعض الحالات الاستعجالية إلى مؤسسات أخرى بسبب عدم توفر بعض التخصصات، وهذا في إطار عملية التكافل والتكامل، ما عدا الحالات المستعصية، التي تتطلب اختصاص غير متوفر فتحول إلى خارج الولاية. ومن جهته أكد يزيد عريف مدير المؤسسة الاستشفائية عاليا صالح، أنه خلال شهر رمضان تستقبل الاستعجالات بمؤسسته حوالي 200 مريض في الليلة الواحدة، ومن بين هذه الحالات نجد الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، ناهيك عن حوادث المرور التي تقع قبيل الإفطار مباشرة وهذه هي الحالات المسجلة يوميا، والتي ترتفع في شهر رمضان، مشيرا إلى وجود طاقم طبي وشبه طبي متكامل للتكفل الطبي والجراحي التام بهذه الحالات، خاصة وأن بعض الحالات تتطلب الجراحة منها حوادث المرور وحتى سقوط الأطفال، الشجارات وطعنات الأسلحة الحادة.