يصل عدد النخيل في الجزائر إلى حوالي 20 مليون نخلة. وقد سجلت أسعار التمور انخفاضا هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، لتتراوح ما بين 400 الى 650 دج، وهي تصدر الى عديد الدول، على غرار روسيا وماليزيا وإندونيسيا، كما يوجد عليها طلب كبير في الأسواق الخارجية، نظرا لجودتها خاصة دقلة نور. تمثل التمور أهم الشعب الفلاحية في الجزائر، والتي يمكن ان تساهم بشكل كبير في رفع مداخيل الصادرات خارج المحروقات، بفضل العناية وتوسيع مساحات غرس النخيل وتكثيف الإنتاج، بمساهمة مستثمرين، بحسب ما يراه أحمد مالحة الخبير في الفلاحة. يكون الاعتناء بهذه الشعبة التي تتميز بها الجزائر من خلال الحفاظ أولا على الإرث الجيني للتمور الجزائرية، كما أكده مالحة في تصريح ل«الشعب"، مبرزا اهم الأصناف التي تنفرد بإنتاجها الجزائر، على غرار دقلة نور وهناك تمور بدون نواة. تنقسم التمور الجزائرية التى تقدر بمئات الأصناف الى قسمين، أصناف مبكرة واصناف متأخرة. بالنسبة للأصناف المبكرة فهي متواجدة في منطقة تيميمون، تمنراست وأدرار وهي أصناف نادرة. كما يوجد في المنيعة تمور بكثرة ومتنوعة حتى انها هناك منها بدون نواة، وأشار مالحة الى ان الجزائر من الدول القليلة في العالم التي لديها هذا التنوع في أصناف التمور التي قد تصل الى 1000 صنف. أما المناطق التي توجد بها كثرة في التمور، فهي منطقة وادي السوف وبسكرة التي تتميز بإنتاج دقلة نور، حيث تنفرد هذه الولاية الأخيرة بإنتاجها وهي من أجود الاصناف، وذلك نظرا للمناخ وخاصة التربة والمياه. أفاد مالحة في هذا الصدد، ان المناطق التي كانت منذ القديم تشتهر بالتمور، هي وادي ريغ وجامعة المتواجدة بوادي سوف، والتي تعد الأكثر أنتاجا وتصديرا للتمور، حيث كان القطار يتجه من ميناء العاصمة إلى داخل مصنع التمور بمنطقة جامعة، لتسويقها خارج الوطن. ويرى انه لابد من الاستثمار في مجال تحويل التمور، لإنتاج سكر طبيعي، وتحويل فرينة التمر لإنتاج القهوة، حتى جريد النخل يمكن استغلاله في صناعة الورق، ويؤكد على ضرورة ادخال المكننة في جمع التمور. بالنسبة لأسعار التمور قال بولنوار، رئيس جمعية الوطنية للتجار والحرفيين، إن أسعار التمور خلال هذا العام مقبولة، وهي منخفضة مقارنة بالأعوام الماضية، أين وصلت الى 1200 دج، واعتبر ان هذا الاستقرار النسبي في الأسعار جاء نتيجة زيادة الإنتاج خلال سنة 2023، حيث وصلت الكمية الى 1.5 مليون طن من التمور، مشيرا الى ان الجزائر تحتل المرتبة الرابعة عالميا في إنتاج هذه الأخيرة. قال بولنوار في تصريح ل«الشعب"، إن أسعار التمور أحسن من الأسعار في السنوات القليلة الماضية، مشيرا الى انها مستقرة حاليا في حدود 600 دج، وتنخفض في بعض المناطق، بحسب الوفرة والطلب. كما يرى بولنوار، انه من الضروري تطوير شبكات تخزين التمور وغرف تبريدها، واقترح كذلك انجاز أسواق او مساحات مخصصة لبيعها بالجملة، لتمكين التجار النشطين في هذا المجال من اقتناء المنتوج من هذه الفضاءات مباشرة.