تزينت المحلات التجارية بباتنة، بأجمل أنواع الملابس للصغار والكبار، حيث فتحت أبوابها خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل، عقب الإفطار مباشرة، لتتحوّل إلى مقصد للعائلات، بغية اقتناء ملابس عيد الفطر المبارك، وذلك في إطار التقليد السنوي الذي دأبت عليه الأسر الجزائرية، رغم التباين المسجل في أسعارها، ما أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين، علما أن التسوق في سهرات رمضان، أصبح متاحا للعائلات بفضل التعزيزات الأمنية التي باشرتها السلطات مع حلول شهر رمضان تزدحم خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان محلات بيع ألبسة الأطفال بباتنة التي تشهد إقبالا كبيرا عليها، على غرار محلات بيع المواد الاستهلاكية خاصة المتعلقة بصنع الحلويات، رغم أن عددا كبيرا من العائلات سابقت الزمن واقتنت ملابس العيد لأطفالها خلال شهر شعبان، خوفا من ارتفاع الأسعار وعدم قدرتها إلى اقتناء كسوة العيد، نظرا لارتفاع مصاريف الشهر الفضيل، وتزامن ذلك مع تسديد مستحقات الدروس الخصوصية للأطفال الذين سيعودون لمقاعد الدراسة الأسبوع المقبل، لاستكمال الثلاثي الأخير من السنة الدراسية وبعض الفواتير الأخرى. وخلال جولة قصيرة ل«الشعب"، بدى واضحا حرص العائلات خاصة النساء على الخروج مباشرة بعد الإفطار للتسوق بمختلف المحلات التجارية التي فتحت أبوابها ليلا لتلبية الطلب المتزايد على ملابس العيد الخاصة بالأطفال في الوقت الذي أكد بعض التجار نفاذ سلعهم الموجهة للعيد، رغم الارتفاع الكبير في أسعارها عكس بعض المنتجات الصينية المنخفضة نوعا ما. وقد قفزت أسعار الملابس الجاهزة ما بين 25 و45 بالمائة بسبب حالة التهافت التي تميز هذه الفترة، رغم ضعف القدرة الشرائية للمواطن الذي أرهقته مستلزمات حلويات العيد وغلاؤها، حيث تواجه العائلات محدودة الدخل متاعب كثيرة في اقتناء ملابس لأطفالها الذين يتوقفون عند كل محل لبيع الملابس لإلقاء نظرة على ما تمتلئ به رفوف المحلات. وككل سنة تشهد أسعار ملابس الأطفال بالذات ارتفاعا أرجعه بعض التجار إلى ارتفاع أسعارها أصلا بسوق الجملة، وكذا النقص الكبير في كمياتها بسبب اقتنائها المبكر من طرف بعض العائلات وحتى المحلات الخاصة بالتجزئة لإعادة بيعها في هذه المناسبة تحديدا، إضافة إلى تحكم أسلوب العرض والطلب في الأسعار، وتفشي ظاهرة اقتناء ملابس العيد قبل أوانها، بسبب فقدان المستهلك لثقته في التجار. واللافت أيضا هذه السنة هو عودة بعض العائلات لاقتناء الملابس المستعملة في ظل الغلاء الكبير في ملابس العيد الجديدة، مع الحرص على اقتنائها من نقاط البيع المنظمة التي تقوم بعملية التنظيف للملابس، وإن كان الأمر لا يهم الأطفال الذين يهمهم فقط ملابس جديدة ونظيفة، غير أن الأمر يختلف كثيرا لدى أوليائهم بسبب غلائها وقلة مداخيلهم المالية. وتشهد شوارع باتنة حركة غير عادية خلال السهرات الرمضانية حيث تقبل العائلات على المحلات والأسواق من أجل اقتناء ملابس العيد، في حين تقصد الكثير من العائلات الأسواق الشعبية لمواجهة الارتفاع الفاحش في أسعار ألبسة العيد، حيث يتراوح سعر الحذاء الواحد ما بين 3000 دج و3500 دج، وذلك على حسب النوعية والجودة، في حين وصل سعر سراويل الجينز ما بين 2500 دج و3500 دج، ما جعل الزبائن يتوجهون إلى السلع المنتجة محليا. وعلى غرار السنوات الماضية، فإن التسوق في سهرات رمضان أصبح متاحا للعائلات بفضل التعزيزات الأمنية التي باشرتها السلطات مع حلول شهر رمضان لضمان راحة المواطنين.