مع بداية العد التنازلي لعيد الفطر المبارك، حولت العديد من العائلات العنابية وجهتها من اسواق الخضر والفواكه إلى محلات بيع الحلويات و الألبسة لكن معظمها اصطدم بحقيقة مرة وهي أن كسوة العيد اضحت لمن استطاع إليها سبيلا نظرا لغلاء الملابس. تشهد الأسواق العنابية ومحلات بيع ملابس الأطفال هذه الأيام حركة دؤوبة لاقتناء كسوة العيد، وتشتد الحركة أكثر في السهرات الرمضانية وتستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، حيث يفضل الأولياء استغلال ما تبقّى من شهر رمضان للبحث عن بدلات تليق بأطفالهم،من أجل ادخال الفرحة والسرور على قلوبهم، في حين اشترت عائلات أخرى ما تحتاجه لأبنائها قبل حلول الشهر الفضيل مستغلين فترة تخفيض الأسعار أو "الصولد" ،لتوفير القليل من مدخولها المالي لمائدة الإفطار.في ذات السياق لاحظنا اثناء الجولة التي قمنا بها،لبعض محلات بيع الملابس بمدينة عنابة إقبالا ضعيفا على شراء ألبسة العيد، حيث اكد لنا احد الاولياء الذين التقينا بهم ان السبب راجع لعدم جاهزية الأولياء للتكفل بمصاريف إضافية هذه الأيام في ظل الغلاء الذي تشهده أسعار الخضر والفواكه واللحوم ومختلف السلع.في حين ترى السيدة نصيرة ان بعض العائلات اقتنت ما تحتاجه لأبنائها مبكرا تجنبا للزحمة وارتفاع الأسعار، مثلما فعلت هي ،وتضيف ان آخرين فضلوا التريث حتى الاسبوع الأخير من رمضان،لشراء كسوة العيد مثلما جرت العادة، رغم ان المهمة لن تكون سهلة حسبها في ظل ارتفاع الاسعار هذا العام، خاصة في بعض المحلات، التي يغتنم أصحابها الأعياد الدينية ومختلف المناسبات، من أجل الربح السريع.في حين أرجعت مواطنة اخرى، الإقبال المحدود للزبائن نهارا، إلى عدم تفرغ العائلات للتسوق، خاصة أننا في فترة الدراسة، والتلاميذ شرعوا في اجتياز الفروض والتقويمات الخاصة بالفصل الثاني بمختلف المؤسسات التربوية، في المقابل تعتقد مرافقتها أن السبب هو تفضيل الزبائن الفترة الليلة من اجل التوجه إلى بعض الأماكن التي تُعرض فيها الألبسة بأسعار مقبولة،حيث باتت المحلات التجارية المختصة في بيع الملابس، تلقى إقبالا بعد الإفطار،وسط انزعاج المواطنين من غلاء الأسعار ،والتي لم تكن في متناول الجميع بالفضاءات والمساحات التجارية الكبرى، لتكون بعض المحلات بالأحياء الشعبية، البديل لشراء ألبسة العيد للأطفال.خاصة عند التجار المتنقلين وتجار المواسم،وعند بعض المحلات والمساحات التجارية، التي يرغب أصحابها في التخلص من البضاعة الراكدة التي يُعرض بعضها على الأرصفة.من جهتهم، بعض أصحاب المحلات اعربوا عن قلقهم من قلة الإقبال على سلعتهم، عكس ما كان عليه الأمر في السنوات الماضية،حيث أكد لنا أحدهم أن السلع هذا العام قليلة، ويتم بيع تلك التي بقيت مكدسة في المحلات لعدم الاستيراد في فترة كورونا، التي ألقت بظلالها على الأسعار، مشيرا إلى أن النشاط التجاري تراجع كثيرا منذ ظهور وباء كورونا.