أصبحت سوق الحلويات خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان سوقا رائجة، بالنسبة لربات البيوت اللائي أصبحن يزاحمن محلات صناعة الحلويات، في مناسبة عيد الفطر المبارك، في صناعة وبيع الحلويات، حيث تلوح في الأفق بوادر هذه الاستعدادات في كل مكان، في الأسواق والمساحات التجارية الكبرى والمحلات والشوارع والبيوت حيث تقف النساء المتخصصات في صناعة الحلوى على أهبة الاستعداد من خلال الاقتناء المبكر للوازم الحلويات، استعدادا للدخول للسوق التي تعرف منافسة شرسة. تغيّرت عادات المجتمع بتغير الظروف وتسارع الأحداث، متأثرة بمستجدات الحياة العصرية ومتغيراتها، حيث باتت عائلات تفضل شراء حلوى العيد من المحلات أو طلبها من صانعات الحلويات في المنازل بحثا عن معايير محدّدة، ولكل ربة بيت رأي فيها في سبيل تزيين "صينية الحلوة" الخاصة بالعيد. وباتت صناعة حلويات العيد مشروعا ناجحا للكثير من النساء، خاصة المتخصصات منهن، وذلك بجعل منزلهن خلية نحل، مليئة بالنشاط والحيوية، إذ تتلقى البائعات طلبات الزبائن بعد الترويج لمشروعها بطرق عديدة، فيما تضطر بعض النساء للشراء من محلات تكتظ بالزبائن في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل. معارض افتراضية ودورات تكوينية تعرف مواقع التواصل الاجتماعي أياما قبيل العيد رواجا كبيرا لصور الحلويات، يتم عرضها كبضاعة متنوعة بين الأصيل والمبتكر. حسب ما عاينته "الشعب" طيلة الأيام الأخيرة للشهر الفضيل، حيث وجدت سيدات وفتيات في صناعة الحلويات في منزلهن مورد رزق لهن، وصار لهن زبائن بفضل فتح صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث بات هذا الفضاء الأزرق بمثابة متجر افتراضي تعرض عبره بضاعة النسوة وتتواصل من خلاله مع الزبائن، أو تتركن هاتفهن على صور الحلويات، حيث تشتد المنافسة للظفر بطلبية قبيل العيد. واللافت أيضا، أنّه وخلال الشهر الفضيل كثرت الدورات التدريبية التي تنظمها مدارس متخصصة في صناعة الحلويات، تروج لها عن طريق الفيسبوك، حيث تحضر من خلالها المبتدئة نفسها قبل أن تبدأ مشروعها الذي اختارت أن يكون في المنزل لقلة إمكانياتها، لفتح محل تجاري هذا ما أخبرتنا به الهام وهي أم لثلاثة أطفال. بينما أوضحت خديجة أنها تلقت دورات تكوينية ليوم واحد، تخص تعلم سبع أنواع من الحلويات في تحدي الدورات التدريبية، تحت شعار "إصنع حلوة عيدك بمنزلك"، ورغم أن أسعار الدورات التدريبية باهظة الثمن إلا أن أسماء مقتنعة بضرورة تعلم الحلويات التقليدية خاصة، لإعدادها بنفسها في البيت وإسعاد أفراد أسرتها بدل اقتنائها. التقليدي أو العصري من بين أكثر الحلويات المعروضة في سوق الحلويات نجد "الغريبة" و«الصابلي" التقليدي أو العصري، المقروط بكل أنواعه، التشراك بنوعية المسكر والعريان، العرايش والبقلاوة، وهي أصناف شعبية للحلويات الأكثر تداولًا لدى الأسر الجزائرية، وتكثر الطلبات عليها خلال العيد، أمر أكدته لنا السيدة مريم بائعة حلويات اتخذت من منزلها ورشة لصنع الحلوى، اتصلنا بها بعد أن تحصلنا على رقم هاتفها من مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت محطة لتسويق المنتجات على مختلف أشكالها مع وضع أسعارها، حيث تتراوح الأسعار بين 20 و70 دج للحلوى الجافة، بينما تبلغ أسعار الحلويات التي تدخل في صناعتها أنواع المكسرات بين 100 دج و200 دج للقطعة الواحدة، وأغلبها تعتمد على المكسرات مكونًا رئيسيًا، وهو ما يفسّر ارتفاع سعرها مقارنة ببقية الأصناف من الحلويات. وأبرزت مريم أنّ طلبيات هذه السنة تفوق طلبيات السنة الماضية، ربما لاقتحامها المجال مبكرا وذاع صيتها في سوق الحاويات. وتفضّل الجزائريات غالبا في هذه المناسبة ثلاثة أنواع من الحلويات تتمثل خاصة في، الصابلي المقروط والتشاراك، حيث تحدد رغبة ألزبائن الأصناف التي تحضّرها من حلويات للعيد، تقول مريم، والتي أكدت أن صنع الحلويات طيلة النصف الثاني من رمضان يعتبر مورد رزق إضافي بالنسبة لها. البيع "بالبوكس" أما أسماء التي تمتهن صناعة الحلويات التقليدية في منزلها وتستقبل طلبيات الزبائن، فقد أعدّت "بوكس" أو صندوقا من الحلويات محدد الثمن مسبقا، مثلا 40 قطعة حلوى لأربع أنواع في كل نوع 10 قطع، تبيعه بسعر 2200 دج حسب نوعية الحلوى. ومن بين انواع الحلوى الجاهزة والمعروضة للبيع، نجد صندوق ب 2000 دج، يتمثل في 10 عرايش، 10 تشاراك عريان، 10 صابلي بريستيج، 10 بقلاوة. وأيضا "بوكس" حلويات العيد ب 2500 دج، يتمثل في 50 قطعة، 10 صابلي بريستيج، 10 تشاراك مسكر، 10 تشاراك العريان، 10 مقروط المقلة، 10 مشوك، أما صندوق 3000 دج، يتمثل في 40 حبة هي 10 بقلاوة، 10 تشاراك مسكر، 10 صابلي، 10 كعيكعات النقاش، فيما يتكون بوكس 2000 دج من 30 قطعة هي 10 بقلاوة، 10 مقروط الكوشة، 10 محنشة. وككل سنة تتحول مطاعم ومحلات الأكلات السريعة في الأحياء الشعبية، وبعض شوارع الجزائر العاصمة إلى محلات لبيع الحلويات في آخر أيام شهر رمضان، تستغل فرصة تغير المتطلبات العصرية وظروف الشغل لدى النساء لكسب رزقها ولو مؤقتا وتتنافس في أسعار الحلويات.