رغم أنّنا في شهر الصيام إلاّ أن تجاوزات بعض التجار، لم تتوقّف في عدة ظواهر مزعجة تستدعي الردع وقبل ذلك التحسيس، من أجل تكريس سلوكيات إيجابية تضفي على المعاملات التجارية الكثير من الاحترافية. فمن الغريب أن يقوم التاجر برش مادة البطاطا التي في أغلب الأحيان تلتصق بها كميات من التربة الحمراء أو السوداء وكذا الرمل، وليس من الطبيعي أن تبلل البطاطا، وربما يكون الأنسب رش الاعشاب العطرية أو السلطة لتبقى طازجة في مواجهة أشعة الشمس التي تجعل الأعشاب سريعة التلف تجف بسرعة. هذا السلوك من شأنه أن يجعل هذه المادة الواسعة الاستهلاك تلتصق بالأيدي، وتزن معها كمية الماء الممزوجة بالطين. ينبغي أن يدرك البائع أن عملية رش البطاطا بالماء، ستسرع من عملية إتلافها، وربما لن يتمكن من تسويقها خلال أيام قليلة، فيضطر إلى التخلص منها مع النفايات بعد أن تفسد. كان البائع الذي لديه العديد من أنواع الخضر ينظر يمينا وشمالا وكأنّه يختلس النظر من أجل رمي كميات قليلة من الماء على صناديق البطاطا، وهناك بعض المواطنين، شاهدوا ذلك السلوك الذي يظهر عدم احترافية التاجر، وكأنه يحاول خداع زبائنه، فتحرك لسان أحد الزبائن ساخرا، "توقف إن البطاطا ستنضج بالماء تحت أشعة الشمس"، وجاء التبرير الكاذب من التاجر للتمويه بقوله "الماء ستبقيها طازجة..لا تخف لدي تجربة"، وتعالت علامات الاستفهام الممزوجة بالامتعاض، دون أي تعليق شفوي، وانصرف الزبائن من حيث جاءوا متذمرين، وكأنهم يقولون.."إنه سلوك منفر وخطأ البائع الذي لا يغتفر".