تخطو مدرسة أشبال الأمّة بالبليدة خطوات ثابتة لتصبح مؤسّسة تربوية نموذجية، وقبل الوصول إلى هذا المنشود فهي تُشكّل فعلا مركزا متميّزا للإشعاع العلمي، وعلى مستواها يعمل الجميع بتفان وإخلاص لتأهيل الأشبال وتنمية قدراتهم العقلية، الجسدية والروحية. سمحت الزّيارة التي نظّمتها الناحية العسكرية الأولى لفائدة ممثلي وسائل الإعلام إلى هذه المدرسة، صبيحة أمس، باكتشاف الوسائل البيداغوجية الحديثة المستغلة في مجال تلقين الأشبال، وكذا المرافق الرياضية المسخّرة لهم لتطوير قدراتهم البدنية خلال فترة تكوينهم. وأنشئت هذه الثانوية العسكرية التي تحمل تسمية الشهيد زميط حمود بموجب مرسوم رئاسي في سنة 2012، وتخضع لوصاية مزدوجة لوزارتي الدفاع الوطني وكذا التربية والتعليم، وتُطبق البرنامج المعتمد من قبل هذه الأخيرة، بحسب تصريح قائدها العقيد الطاهر ليتيم.وحاليا يزاول 558 تلميذ دراسته في الطور الثانوي بمدرسة أشبال الأمة بالبليدة، التي تعتبر واحدة من 10 مدارس مماثلة تابعة للجيش الوطني، ومن بين هؤلاء التلاميذ 72 أنثى، وتبلغ نسبة النجاح سنويا 97 بالمائة، مع الإشارة إلى أن القانون يسمح للتلميذ بإعادة السنة مرة واحدة. وتتوفّر المدرسة على كل الوسائل البيداغوجية والمرافق الضرورية التي تسمح بتلقين فعّال للأشبال، الذين يشرف على تكوينهم أساتذة منتدبين لوزارة التربية، بالإضافة إلى تكوين شبه عسكري يخضعون له حول القواعد الأساسية للانضباط في الجيش والقيم والأخلاق العسكرية، علاوة على ترسيخ القيم الوطنية والأخلاق الحميدة في أنفسهم، يقول العقيد مخاطبا وسائل الإعلام. وتسير مدرسة أشبال الأمّة بالبليدة لتحقّق رؤية تعليمية مستدامة ومبتكرة، كما تعتبر صرحا علميا مهمّا لتطوير إطارات المستقبل للجيش الوطني الشعبي، وهذا ما يتطلّع إليه قائدها العقيد ليتيم الذي وعد بتحسين ظروف ووسائل التكوين، وتوفير الدعم النفسي اللازم للأشبال. وبحسب هذا القائد العسكري، فإنّ شبل الأمة محمي من تأثيرات الإدمان على الشاشات الإلكترونية، ويحظى بمعاملة جيدة لحمايته أيضا من التأثيرات السلبية التي قد تأتي من المجتمع، ويأخذ المؤطّرون اعتبارات دقيقة لمسايرة طريقة تفكيره، وذلك لأجل صقل مهاراته وإبعاده عن الاعتقادات الخاطئة. في هذا الإطار، قدّم بعض الأشبال والشبلات أنشطة ثقافية أمام مرأى الإعلاميّين احتفالات بيوم العلم، وتمثّلت في قراءة قصائد شعرية وأناشيد، واللاّفت أنّهم استعملوا اللغة الإنجليزية تنفيذا لسياسة الدولة، كما عرض شبل يافع قصيدة بعنوان "لديّ حلم" حول القدس بيّن من خلالها نصرة الجزائر للقضية الفلسطينية. يشار إلى أنّ مدرسة أشبال الأمة تعنى بالتكوين في الطور الثانوي، ويلتحق بها التلاميذ الناجحون في شهادة التعليم المتوسط، ويتم اختيار النجباء منهم على أساس مسابقة، وبعد إكمال دراستهم الثانوية يواصلون الدراسة في المدارس العسكرية للضباط، وبإمكانهم التكوين في المؤسسات الجامعية المدنية في الوطن أو في الخارج.