20٪ من الحوادث سببها الدراجات النارية امتحان رخصة السياقة سيكون عبر الحاسوب.. قريبا الحملات التحسيسية.. عمل وقائي ذو أولوية تسهر المديرية العامة للأمن الوطني، إلى جانب المديرية العام للحماية المدنية، على تفعيل وترسيخ عامل التحسيس والتوعية كآلية ناجعة من أجل التقليل من حوادث المرور. وتسعى مديرية الأمن إلى تعميق وتوسيع الحملات التحسيسية إلى أبعد من الطرق، لتستهدف المدارس. بينما تواصل الحماية المدنية التركيز على أهمية الوقاية قبل وقوع الحوادث. أما الجمعية الوطنية للممرنين المحترفين للسياقة، فهي تمثل قوة اقتراح، على خلفية إثارتها لمسألة أهمية عودة لجنة تعليق رخص السياقة. أثارت رئيسة الجمعية الوطنية للممرنين المحترفين للسياقة، نبيلة فرحات، مسألة إعادة النظر في قرار إلغاء عمل لجنة تعليق رخصة السياقة، مذكرة بعمل اللجنة في السابق، على خلفية أنها كانت قبل تعليق مهامها تتحاور مع كل من يخالف القانون وتحرص على توعية المخالفين وتحذيرهم من كافة المخاطر. ولم تخف فرحات أن العديد من سائقي الشاحنات يخرقون القانون، لذا ترى ضرورة أن تكون هناك لجنة لتقييم مخالفات الذين يتجاوزون القانون، حسب درجة المخالفة، أي إما أن يكون غير مؤهل وتسحب منه رخصة السياقة، أو تسحب منه لمدة محددة بهدف تحسيسه وتوعيته. وتأسفت فرحات لبعض الانتقادات الموجهة لعدد من أصحاب مدارس تعليم السياقة، على أساس أنهم المتسببون في حوادث المرور، اعتقاداً بأنه عادة ما يتحصل المتعلمون عندهم على رخص سياقة دون أن يكونوا مؤهلين للقيادة. وتعتقد فرحات أن تدريس التربية المرورية يعد حلا بعيد المدى، لكن رغم أن القانون نص على تدريس هذه المادة الجديدة في البرنامج الدراسي، غير أن عملية التدريس لم تبدأ لأسباب عديدة، أبرزها أن ذلك ليس من اختصاص العديد من الأساتذة. وتطرقت فرحات إلى أهمية تكريس السياقة الدفاعية؛ لأنها تمكن كل سائق مركبة لديه كفاءة من قيادة المركبة، ويتقيد بقانون المرور ويتفادى التجاوزات الخطيرة، في ظل تسجيل حوادث مرور مروعة وتجاوزات خطيرة أودت بحياة كثيرين، أو ألحقت بهم عاهات مستديمة. وذكرت فرحات أن القانون رقم 09- 03 يبرز المعايير التي يجب الأخذ بها، منها خطوط مضامير السير بالطريق، فهي توجه السائق، وينبغي الحرص على نوعية الطلاء المضيء والعاكس، مع ضرورة توفير الإشارات لتوضيح مؤشرات الطريق للسائقين. وأفادت فرحات، أن مراكز الامتحان في السياقة سيكون في متناولها رخصة السياقة عبر الحاسوب، على شكل صور مرفقة بالأسئلة، أي السياقة الآمنة والسياقة الاقتصادية وقانون المرور، بإجمالي 1000 سؤال، وهذا الامتحان يبرز أداء واحترافية كل مدرسة سياقة. وتتوقع فرحات أنه في ضوء تعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية، سيتم انتهاج أسلوب جديد للتقليص من حوادث المرور، على غرار الترويج السلبي لنيل رخص السياقة، مثل تحديد سعر مخفض ومغر للحصول عليها. وشددت - في سياق متصل - على ضرورة حماية المهنة والتكفل بقواعد السير. واقترحت تثبيت الرقابة الدائمة والاستمرار في حملات التحسيس المتواصلة، وتوعية المترشحين على مستوى مدارس السياقة، لأن الجمعية تعكف على تنظيم عمليات التحسيس على مستوى المدارس القرآنية والكشافة.. إلغاء سحب رخصة السياقة.. مدروس.. ممثلا لخلية الاتصال والعلاقات العامة لأمن ولاية الجزائر، قدم ضابط الشرطة الرئيسي، مهدي العيشاوي، الحصيلة المسجلة لحوادث المرور عبر كامل التراب الوطني خلال شهر رمضان الماضي، مشيرا إلى أن الدراجات النارية تمثل 4٪ من حظيرة المركبات في الجزائر، وتتسبب بنحو 20٪ من حوادث المرور. وكشف عن تسجيل ما يناهز 1368 حادث مرور خلال شهر رمضان، أسفرت عن 51 قتيلا و1658 جريحا. في حين، بلغت المخالفات 27741 مخالفة. بينما قدرت المخالفات المرتكبة من طرف أصحاب الدراجات النارية أكثر من 1868 مخالفة، إضافة إلى حجز 18985 دراجة نارية حولت إلى المحشر، وسجل قتيل واحد خلال الثلاثة أيام لعيد الفطر. ووقف ضابط الشرطة الرئيسي، العيشاوي، على العمليات التحسيسية والنشاطات التوعوية، وقال إن 15375 حملة تحسيس نظمت على مستوى نقاط المراقبة والمدارس، إضافة إلى 1635 نشاط تحسيسي توعوي خلال أيام عيد الفطر المبارك. واعتبر ممثل أمن ولاية الجزائر، أن تعليق عمل اللجان الخاصة بسحب رخص السباقة، مبني على تجربة ميدانية، على خلفية أن المديرية العامة للأمن الوطني تسعى في كل مرة وتضاعف جهودها من أجل التطوير والتنويع من خياراتها وأساليبها الوقائية الاستباقية، من أجل الحد من حوادث المرور، وتجنب الخسائر البشرية والمادية. ولم يخف أن القرار أخذ بآراء الأغلبية، كما تأسس في ضوء دراسات ميدانية انتهت إلى أن تعليق عمل اللجنة ضروري. وتحدث العيشاوي، في السياق، عن أهمية تحسيس المترشحين على مستوى مدارس السياقة. وسلط ضابط الشرطة الرئيسي، الضوء على حملات التحسيس، وقال إنها ثلاث حملات وطنية تم تنظيمها خلال شهر رمضان وخلال عيد الفطر، بحكم أن الأمن الوطني يولي أهمية كبيرة لحملات التحسيس، قبل اللجوء إلى الخيار الردعي. وأكد ممثل أمن ولاية الجزائر، أنه خلال العشرة أيام الأولى من شهر رمضان، خصصت للتوعية بخطورة استعمال السرعة المفرطة في السياقة، في حين ركّزت في العشرة أيام الثانية على التحسيس حول الوقوف والتوقف العشوائي وأثره على ثقل حركة المرور. أما العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان الماضي - يقول العيشاوي - فقد خصصت لسائقي المسافات الطويلة، وأصحاب سيارات الأجرة، بقصد التحسيس بأهمية ضمان السلامة المرورية، وتوفير السائق البديل بعد كل 6 ساعات من قيادة المركبة بالنسبة للسائق، مع التوصية بالراحة بعد السياقة لمدة ساعتين. وواصلت المديرية العامة للأمن الوطني نشاطها التحسيسي الواسع والضخم والمستمر خلال أيام عيد الفطر، باعتبار أنها تواجدت في الميدان. علما أن كل عملية تحسيسية استكملت بمخطط أمني. ففي أثناء الفترة الصباحية من أيام عيد الفطر، عملت مصالح الأمن على تسهيل عملية المرور للمصلين الخارجين من المساجد، ففي المناسبات الكبرى، وعيد الفطر خاصة، يُخشى تسجيل حوادث المرور مع بداية صباح أول يوم عيد بسبب السرعة المفرطة، إلى جانب تجسيد مخطط أمني من أجل التنقل السلس لزيارات المواطنين للمقابر والمنتزهات، وغيرها.. وتحرص المديرية العامة للأمن الوطني دائما على إشراك الضحايا من أجل تفعيل عمليات التحسيس، ليكونوا شهود عيان على خطورة عدم احترام قانون المرور وارتكاب تجاوزات في السياقة. ويأتي التحسيس للتوعية والتنبيه ولفت أنظار المواطنين لعواقب سلوكات تبدو بسيطة، لكنها قد تتسبب في إزهاق أرواح أبرياء أو إصابتهم بإعاقة دائمة، ما يستدعي ضرورة الرفع من درجات الحيطة والحذر والتخلي عن السلوكات المتسببة في حوادث المرور. حصيلة ثقيلة.. وعرض ممثل المديرية العامة للحماية المدنية، الملازم الأول نايت براهم أرزقي، الحصيلة المسجلة لحوادث المرور من الفاتح جانفي 2024 إلى غاية 16 أفريل الجاري. وكشف عن تسجيل وفاة 513 شخص و18817 جريحا جروحهم متفاوتة الخطورة، من خلال ما لا يقل 2787 تدخل و15884 حادث المرور. وقال، ولاية تمنراست تصدرت قائمة الولايات الأكثر تسجيلا للحوادث ، وفي المرتبة الثانية جاءت عين الدفلى، ثم احتلت المرتبة الثالثة الجزائر العاصمة. خلال شهر رمضان الماضي، أكد نايت براهم، أنه تم تسجيل 8850 تدخل إثر 4815 حادث مرور، تسبب في وفاة 167 شخصا، إلى جانب إصابة 6180 بجروح متفاوتة الخطورة. وقال نايت براهم، إنه مقارنة بسنة 2023 فقد تم تسجيل وفاة 126 شخص وإصابة 527 جريح. وقال الملازم الأول نايت براهم، إن ولاية تمنراست تصدرت قائمة الولايات ذات الحصيلة الأكبر بنحو 87 وفاة، واحتلت العاصمة المرتبة الثانية ب83 وفاة، والبويرة ب72 وفاة، وسطيف 70 وفاة. وحذر ممثل المديرة العامة للحماية المدنية من خطورة حوادث المرور، ويعتقد أنها صارت تنافس الأوبئة والحروب، نظرا لما تخلفه من ضحايا أبرياء وخسائر فادحة.