رغم سياسة القمع والاعتقال التي يمارسها نظام المخزن ضد المعارضين المناوئين لعلاقته مع الكيان الصهيوني، يصرّ المغاربة على توسيع مطالبهم خلال وقفاتهم الاحتجاجية المتضامنة مع الفلسطينيين، من الدعوة لوقف العدوان الغاشم على قطاع غزة، إلى المطالبة بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالمملكة. رغم تمادي النظام المغربي في سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ورغم اعتقاله وسجنه لكلّ من يعارض هذه السياسة ويستنكرها، ما زالت أصوات المحتجين المغاربة تصدح في الشوارع مطالبة بضرورة إنهاء العلاقة المنبوذة مع الصهاينة، والتي بدأت آثارها المدمرة على المملكة وشعبها تتكشّف، وتلقي بظلالها السوداء على كلّ مناحي الحياة. و آخر هذه الاحتجاجات، كانت المسيرة الشعبية التي دعت لها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بمكناس تحت شعار "الشعب المغربي مع طوفان الأقصى ومن أجل إسقاط التطبيع"، والتي عرفت مشاركة مكثفة لمواطنين من مختلف الأعمار، رفعوا الأعلام الفلسطينية وأحرقوا العلم الصهيوني. وصدحت حناجر المشاركات والمشاركين في المسيرة بشعارات تطالب بوقف الحرب وتحرير فلسطين، وإسقاط التطبيع، مع التأكيد على أن القضية الفلسطينية قضية وطنية للمغاربة. وإلى جانب المسيرة الشعبية بمكناس، تتواصل الوقفات والأشكال الاحتجاجية الداعمة لفلسطين بمختلف المدن، ومنها وقفة بمدينة طنجة تحت شعار "أوقفوا حرب الإبادة الجماعية في غزة، أوقفوا اتفاقية التطبيع"، دعت لها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع. ودعت الجبهة للمشاركة في الوقفة استنكارا للمحاكمات الصورية التي يتعرض لها مجموعة من النشطاء بسبب مناهضتهم للتطبيع، وعلى رأسهم معتقل المحمدية عبد الرحمن زنكاض، والذي تم الحكم عليه بخمس سنوات، ونقله إلى سجن عين البرجة مع معتقلي الحق العام، وما تعرض له من اعتداءات. وقالت منظمة "الفضاء المغربي لحقوق الإنسان" في بيان لها، إن "عبد الرحمن زنكاض، من مدينة المحمدية بالمغرب، اعتقل في مارس بعد أن كتب منشورات على مواقع التواصل يندد فيها بالكيان الصهيوني وبالتطبيع المغربي معه ". وتنادي الاحتجاجات المستمرة في المدن المغربية منذ السابع من أكتوبر بوقف تطبيع الدولة مع الكيان الصهيوني المجرم وإغلاق مكتب اتصاله بالرباط. لكن المخزن متمسك بعلاقته المشبوهة مع الصهاينة، وهو يحاول مسك العصا من الوسط، فيسمح بالاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويشجب ظاهريا مجازر الكيان في غزة، وفي المقابل يتمسّك بالتطبيع ويمارس أبشع أنواع القمع ضد المناوئين له.