صعّد الاحتلال الصهيوني قصفه الجوي على مدينة رفح، مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى، بالتزامن مع استعداده للشروع في العدوان البري على المدينة التي تعج بالنازحين. وفي الضفة الغربية شنّت قوات الاحتلال حملات دهم واعتقال في مدن نابلس والخليل ورام الله وطوباس وقلقيلية وسلفيت. قالت مصادر محلية أمس، إن 22 شهيدا بينهم ثمانية أطفال سقطوا إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك عقب وقت قليل من توزيع قوات الاحتلال مناشير تهدد فيها بإخلاء مناطق شرق رفح، تمهيدا لاجتياحها. يدخل العدوان الصهيوني على قطاع غزّة يومه ال214، ويواصل الاحتلال قصفه مختلف المناطق مرتكباً المجازر بحق المدنيين ومستهدفاً مقومات الحياة كافة. وأعلن الدفاع المدني في غزّة، أنّ طواقمه في رفح لا تزال تتعامل مع عدة استهدافات لمنازل مأهولة بالسكان وغير مأهولة، نتج عنها عشرات الشهداء والجرحى وآخرين مفقودين تحت الأنقاض. و قد أفاد مراسلون بارتقاء 22 شهيداً، في حصيلة غير نهائية للغارات الصهيونية على رفح. وفي التفاصيل، أشار المراسلون إلى أنّ الاحتلال استهدف منزلاً لعائلة قشطة في حي التنور شرقي مدينة رفح ما أدى إلى ارتقاء 9 شهداء. واستهدف أيضاً منزلاً لعائلة العطار في مخيم يبنا، كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلاً في حي السلام في المدينة نفسها. كذلك، ارتقى عدد من الشهداء وأصيب آخرون بقصف الاحتلال شقة سكنية قرب مفترق السامر بمدينة غزة. وفي آخر الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى 34683 شهيداً، إضافة إلى 78018 جريح منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأشارت الوزارة إلى أنّ عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات بينما لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. في غضون ذلك، أعلنت سلطات الاحتلال أن معبر كرم أبو سالم سيبقى مغلقاً أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد مقتل ثلاثة عسكريين صهاينة أمس الأول وإصابة 12 آخرين، بقصف المنطقة من قبل كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، بقذائف هاون. وقف الإبادة والتطهير العرقي من ناحية ثانية، حذّرت منظمة التعاون الإسلامي من استمرار "الإبادة الجماعية والتطهير العرقي" بقطاع غزة، في ظل الهجمات الصهيونية المتواصلة عليها منذ 7 أكتوبر الماضي. جاء ذلك في بيانها الختامي عقب الدورة ال 15 لقمة "التعاون الإسلامي"، والتي انعقدت في العاصمة الغامبية بانغول، يومي السبت والأحد. البيان الختامي طالب بوقف "فوري وغير مشروط"لإطلاق النار وللهجمات على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إلى جانب إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وفتح ممر إنساني وتأمين المياه والكهرباء. وحذّر من استمرار "الإبادة الجماعية والتطهير العرقي" بالقطاع، في ظلّ مواصلة الحرمان من المياه، والوقود وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية. وشدد البيان على رفضه بالمجمل تهجير الشعب الفلسطيني قسرا من أراضيه أو نقلهم إلى مناطق أخرى. وجدّد "الدعم القوي" للمنظمة لكفاح الشعب الفلسطيني المشروع في تقرير مصيره وإقامة دولته وعاصمتها القدس. كما دعا البيان المجتمع الدولي للضغط على الكيان الصهيوني كي تمتثل للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة. وطالب بوقف سياسات الاحتلال والاستعمار وممارسات الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية. وأكد على أن استمرار هذه الممارسات ستطيل أمد النزاع، وستتسبب بالمزيد من الآلام والفوضى في المنطقة، وستقلل من فرص تحقق حل الدولتين.