بينما يحضّ العالم الكيان الغاصب على عدم المضي قدماً في اجتياح رفح، وسط تخوّف من حمّام دم وتفاقم الكارثة الإنسانية التي تحاصر نحو 1.4 مليون فلسطيني تضيق بهم المدينة، يصرّ جيش الاحتلال الصهيوني على مواصلة عدوانه، وتكثيف قصفه الذي يحصد مزيدا من الشهداء ويخلف الكثير من الدمار. شهد قطاع غزة في الساعات الأخيرة، عدواناً صهيونياً مكثفاً، استهدف مناطق متعدّدة من شمالي القطاع إلى جنوبه. ففي الشمال، تعرضت الحدود الشمالية لمدينة بيت لاهيا لإطلاق نار كثيف وقذائف مدفعية، واستهدفت غارة صهيونية المدينة. كما استهدفت قوات الاحتلال بالقصف المدفعي كل من المناطق الشرقية لمخيم جباليا، وشرق حي الزيتون قرب مدينة غزة. أما في وسط القطاع، فشنّت طائرات الاحتلال غارةً على أرض زراعية في منطقة جحر الديك، وأخرى على منطقة المغراقة شمالي مخيم النصيرات. وفي جنوب القطاع، شهدت منطقة شرق رفح قصفاً مدفعياً عنيفاً، وإطلاق نار كثيف من طائرة مروحية، بالتزامن مع إطلاق الطائرات الصهيونية قنابل فوسفورية. وليل الثلاثاء إلى الأربعاء، استشهد سبعة أشخاص على الأقلّ وأصيب آخرون بجروح في غارة جوية للاحتلال استهدفت شقة في بناية سكنية لعائلة اللوح في حيّ الزيتون شرقي مدينة غزة، بحسب ما أعلن المستشفى المعمداني. وبحسب المستشفى فإنّ الشهداء السبعة هم رجل وزوجته وأبناؤهما الخمسة. وفي رفح أفاد مستشفى الكويت بارتقاء شهيدين "جراء استهداف دراجة نارية بالقرب من بوابة صلاح الدين". المقاومة تتصدّى للتّوغّلات في السياق، كثّفت المقاومة الفلسطينية استهدافها للتحشيدات الصهيونية في مدينة رفح، بالتزامن مع بدء الاحتلال عمليته العسكرية فيها. وحذّرت المقاومة من أن أي وجود لجهات غير فلسطينية في إدارة معبر رفح سيتم التعامل معه على أنه جسم غريب، وقوة احتلال، وهدف مشروع للمقاومة. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهدافها عساكر الاحتلال وآلياته المتوغلين في محيط منطقة المطار وحي الشوكة، شرقي مدينة رفح، برشقة صاروخية من نوع "107"، وقذائف "الهاون" من العيار الثقيل. بدورها، أعلنت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، استهداف حشود الاحتلال شرقي مدينة رفح بمنظومة صواريخ "رجوم"، قصيرة المدى، من عيار 114 ملم. وعبر منظومة الصواريخ نفسها، استهدفت القسّام أيضاً حشود قوات الاحتلال في موقع "كرم أبو سالم العسكري"، كما استهدفت قوات الاحتلال شرقي معبر رفح بقذائف "الهاون". وبالتزامن مع التصدي للتوغل البري للقوات الصهيونية في رفح، تواصل المقاومة تكثيف عملياتها عند محور "نتساريم"، جنوبي مدينة غزة. استئناف المفاوضات في واشنطن، أعلن مسؤول أمريكي أنّ الولايات المتّحدة علّقت الأسبوع الماضي إرسال شحنة قنابل إلى الصهيوني بعدما فشلت دولة الاحتلال في معالجة "مخاوف" واشنطن إزاء خطط اجتياح رفح. وقال المسؤول الكبير "لقد علّقنا الأسبوع الماضي إرسال شحنة واحدة من الأسلحة قوامها 1800 قنبلة، زنة الواحدة منها ألفا رطل (907 كلغ)، و1700 قنبلة زنة الواحدة منها 500 رطل (226 كلغ)". أما بخصوص المفاوضات، فقد أوردت مصادر مطلعة بأن هناك توافق بين جميع الأطراف للعودة الى المسار التفاوضي. ونقل عن مسؤول أمريكي أنّ المفاوضين يحاولون حل خلافات مختلفة بشأن الصفقة، وأن استمرار التفاوض يعد أمرا إيجابيا. من جهة أخرى، أعلن البنتاغون إنجاز بناء الميناء العائم قبالة غزة، والرامي لإيصال مزيد من المساعدات إلى القطاع.