استشهد وأُصيب عشرات الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، من جرّاء تواصل قصف قوات الاحتلال الصهيوني براً وبحراً وجوّاً لمناطق متفرقة من قطاع غزّة لليوم 195 على التوالي. في الأثناء تتوجّه الأنظار اليوم إلى مجلس الأمن الدولي حيث يتم التصويت على عضوية فلسطين الكاملة بالأممالمتحدة . أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني إلى 33 ألفا و899 شهيد بعد ارتكاب قوات الاحتلال 6 مجازر خلال الساعات 24 الماضية، ويأتي ذلك في وقت انسحبت فيه قوات الاحتلال من بيت حانون شمالي القطاع. وأوضحت وزارة الصحة أنّ الاحتلال ارتكب 6 مجازر راح ضحيتها 56 شهيدا و89 مصابا خلال الساعات 24 الماضية، وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 33 ألفا و899 شهيدا، و76 ألفا و664 جريحا منذ السابع من أكتوبر الماضي. وناشدت وزارة الصحة في غزة جميع الجهات المعنية بالعمل على تمكين مرضى السرطان والمصابين بأمراض مزمنة والجرحى الذكور من الفئة العمرية ما بين 16 إلى 65 عاما من السفر للعلاج حفاظا على حياتهم، حيث يموت العديد منهم يوميا. وأفاد مراسلون باستشهاد 6 أشخاص أمس إثر قصف الاحتلال تجمعا لفلسطينيين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد 7 فلسطينيين بينهم أطفال جراء قصف قوات الاحتلال منزلا لعائلة أبو الهنود بمخيم يبنا بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وذكر المراسلون أنّ غارة جوية للاحتلال استهدفت مصنعا للأدوية شرقي دير البلح، وأضافوا أن آليات الكيان تقدمت بشكل محدود شرق دير البلح وسط وابل من إطلاق النار وقذائف المدفعية على المباني والمنازل في المنطقة. من جانب آخر، انسحبت آليات جيش الاحتلال الصهيوني من بيت حانون شمالي قطاع غزة بعد توغل دام أكثر من 36 ساعة، حاصرت خلالها مراكز إيواء النازحين واعتقلت عددا منهم، ونكلت بأهالي البلدة. وأظهرت مشاهد الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال، حيث جرفت الأراضي الزراعية قبل انسحابها من البلدة. عين الاحتلال على رفح جنوبا، قال موقع صهيوني إن جيش الاحتلال رفع مستوى الاستعداد للاجتياح البري في رفح والمخيمات وسط قطاع غزة. وأوضح أنه تمت الموافقة على المفهوم العملياتي لخطة اجتياح رفح من قبل هيئة الأركان العامة للجيش الصهيوني ووزير الدفاع. ونقل الموقع عن مصادر أمنية صهيونية، أن الجيش بدأ بزيادة عدد قوات سلاح المدفعية وناقلات الجنود المدرعة والغرف الحربية المتنقلة في مقر قيادة فرقة غزة، وأنه تم - كجزء من تحضير المنطقة - اتخاذ عدة قرارات، منها زيادة المساعدات الإنسانية لتشمل جميع أنحاء قطاع غزة، حتى يحظى الكيان بما وصفها بشرعية دولية لدعم العملية في رفح. وحذّرت دول غربية الاحتلال من اجتياح رفح، وقالت إن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على مئات آلاف المدنيين، بيد أن رئيس الوزراء الصهيوني وأعضاء في حكومته الدموية أعلنوا أنهم مصممون على تنفيذ عملية عسكرية في المدينة بذريعة القضاء على ما تبقى من رجال المقاومة. رهان على ورقة الأسرى هذا، وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، قنصها عسكريا صهيونيا في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لتوغلات الاحتلال على كافة محاور القتال في قطاع غزة، الذي يشهد حرب إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين أمام أنظار العالم. من ناحية ثانية، وبعد مرور ستة أشهر على بداية الحرب، لا يوجد حتى الآن ما يبشّر بانفراجة في محادثات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين الاحتلال وحماس اللذين يتمسك كل منهما بشروط لا يقبلها الآخر. ولا تبدي حماس تراجعاً عن شروطها للدفع باتفاق مع الاحتلال، وتراهن على ورقة الأسرى. وقد قالت مصادر مقربة من حماس أن: "الحركة لا تريد اتفاقاً مرحلياً تخسر فيه آخر وأهم ورقة لديها، ورقة الأسرى، ثم تجد نفسها في خضم حرب تستأنفها القوات الصهيونية". الدّمار في المستشفيات مفجع على الصّعيد الصحي، قال مدير منظّمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنّ حجم الدمار الذي لحق بمستشفيات قطاع غزة "مفجع"، مجدّداً المطالبة "بحماية المستشفيات وعدم مهاجمتها أو عسكرتها". وأكّد أنّ "عملية انتشال الجثث في مستشفى الشفاء لا تزال مستمرة، ويقوم العاملون الصحيون بتنظيف قسم الطوارئ، كما تمّت إزالة الأسرة المحروقة، ولا تزال سلامة البناء المتبقي بحاجة إلى تقييم هندسي شامل". وأضاف: "المستشفى الإندونيسي فارغ، وأعمال إعادة الإعمار مستمرة في محاولة لإعادة تأهيله"، مجدّداً دعوته مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار، مؤكداً أنّ الدواء الرئيسي الذي يحتاجه الناس في غزة هو السلام. حرب ضد النّساء والأطفال كشفت هيئة الأممالمتحدة للمرأة، عن استشهاد أكثر من 10 آلاف امرأة في غزة، خلال الحرب الدموية الصهيونية المتواصلة للشهر السابع على التوالي ضد الشعب الفلسطينية في القطاع المحاصر. وذكرت الهيئة في بيان، أنّ "أكثر من عشرة آلاف امرأة استشهدت في غزة، والناجيات من القصف والعمليات البرية الصهيونية تشردن، وأصبحن أرامل، ويواجهن المجاعة؛ ما يجعل الحرب على غزة أيضا حربا على النساء". وأوضحت الهيئة أنّ بين النساء الشهيدات نحو 6 آلاف أمٍّ تركن، بعد استشهادهنّ، 19 ألف طفل يتيم. وقالت: "لا تستطيع أكثر من مليون امرأة وفتاة في غزة الحصول على الغذاء أو المياه الصالحة للشرب، مع تزايد الأمراض، وسط ظروف معيشية غير إنسانية".