نشّطت الجمعية الثقافية "دوحة الفكر والأدب" لسيدي بلعباس ملتقى وطنيا دراسيا موسوما ب«تجليات الهوية الفلسطينية في الأدب الجزائري"، بدار الثقافة كاتب ياسين في سيدي بلعباس، بحضور كوكبة من الشاعرات والشعراء وأساتذة جامعيين من مختلف ولايات الوطن، قدّموا محاضرات حول القضية الفلسطينية والثورة التحريرية الجزائرية المجيدة، تخلّلتها قراءات شعرية من الشعر الفصيح والملحون في مدح الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، تغنّى بها أعضاء الزاوية العلوية من وهران. أكّدت رئيسة الجمعية الثقافية "دوحة الفكر والأدب"، رشا دريش أنّ الملتقى الوطني يأتي في إطار شهر التراث وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في محنته، تم خلاله تنشيط محاضرات حول نضال الشعب الفلسطيني أبطال مغاوير غزّة والضفة الغربية، الذين قاوموا ويقاومون أبشع مستعمر، قائلة إنّهم انتصروا بالرغم من الفواجع وكان نضالهم مثيلا لنضال الشعب الجزائري وجيشه إلى أن نال تحريره.
وألقى الدكتور قادة جليد من جامعة وهران مداخلة بعنوان "حضور الهوية الفلسطينية في الأدب الجزائري أو في الوعي الشعبي الجزائري"، مؤكّدا أنّها ارتبطت عضويا بالهوية الجزائرية عبر التاريخ، حيث تنادى بها رواد النهضة الجزائرية أمثال عبد الحميد بن باديس، البشير الإبراهيمي والعربي التبسي ودافعوا عنها. وتحدّث المحاضر عن الجيش الجزائري أيام الثورة التحريرية والمجاهدين الذين كانوا يقولون بأنّ تحرير الوطن، لا يكتمل إلا بتحرير دولة فلسطين، وما زال هذا الموقف ثابتا في الوعي الجزائري والدولة الجزائرية، قائلا بأنّ ذلك يتجلى حاليا في المواقف الجزائرية الداعمة للدولة الفلسطينية ماديا وسياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا، وأضاف بأنّ القضية الفلسطينية حاضرة في الأدب والشعر الجزائري. أما عن المجال الثقافي، قال الأستاذ جليد قادة إنّ الجزائر تعيش نهضة فكرية وثقافية ستكون لها نتائج إيجابية في المستقبل؛ لأنّ التقدّم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، لابد أن يرافقه تقدّم ثقافي وأدبي، وهو ما تضمّنته، يضيف التزامات رئيس الجمهورية 54 والذي أعطى الفنان والمثقف مكانته المستحدثة في المجتمع، عرفانا له لما يساهم به من أجل إحياء التراث ونشره وأيضا يحوله إلى قيمة تمارس على أرض الواقع. من جهتها، نشّطت الدكتورة مهاجي فايزة من جامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس محاضرة حول "أثر القضية الفلسطينية في شعر الأخضر السائحي، ديوان من عمق الجرح يا فلسطين"، تم اختيار القصيدة التي تركت أثرا وبصمة في كيفية تفاعل المشاعر مع القضية الفلسطينية والتي عرضها في ديوانه، حيث كانت مرآة عاكسة للوضع نسجت بصور معبرة عن معاناة الشعب الجريح. الملتقى الوطني كان سانحة لاعتلاء عدد من الشعراء المنصة وإلقاء ما جادت به قريحتهم وأقلامهم من أشعار تتغنّى بالقضية الفلسطينية وشبيهتها الثورة التحريرية الجزائرية في النضال والمقاومة، والتي أثارت انتباه وإعجاب الحضور.