ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس، مجازر جديدة بقصف منازل المدنيين في مخيم النصيرات الجديد (وسط) وخان يونس ورفح (جنوب) وبيت لاهيا ومخيم جباليا والأحياء الغربية والشرقية لمدينة غزة، مما خلف عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين. في الأثناء قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن قطاع غزة لا يوجد فيه مكان آمن يذهب إليه الناس، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لمنع وقوع مزيد من الفظائع، كما أكدت "الأونروا" تهجير 450 ألف فلسطيني من رفح. أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35173 والجرحى إلى 79061، منذ بدء العدوان الصهيوني في 7 أكتوبر 2023. ورصدت في تقريرها اليومي، ارتكاب الاحتلال 8 مجازر ضد العائلات، وصل منها إلى المستشفيات 82 شهيداً و234 جريحاً، خلال الساعات 24 الماضية. وآخر هذه المجازر، المذبحة التي حصدت أكثر من 20 شهيداً، بينهم أطفال، في قصف الاحتلال منزلاً لعائلة كراجة، الذي كان يأوي عدداً كبيراً من النازحين، في مخيم النصيرات وسط القطاع. وأفاد مراسلون بانتشال جثامين شهداء من جراء قصف للعدو استهدف مدرسة تؤوي نازحين في المخيم. وتعرّضت دير البلح، وسط القطاع، هي الأخرى للقصف الوحشي قبل طائرات العدو. وقد استشهدت طفلة وأصيب عدد آخر من الفلسطينيين، إثر قصف الاحتلال منزل يعود لعائلة عبد الرحمن، في مخيم جباليا شمالي القطاع. وتعرّض المخيم أيضاً لقصف مدفعي، بينما تواصل المقاومة تصديها لقوات الاحتلال المتوغلة. كما استهدفت طائرات الاحتلال شرقي مدينة رفح، جنوبي القطاع، حيث تعرّضت بالتزامن لقصف مدفعي صهيوني مع سماع دوي إطلاق نار مكثف. وأضاف المراسلون، أنّ الاحتلال أطلق النار على منطقة المصلبة بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة حيث أحرقت قوات الاحتلال مدارس ودمّرت آباراً وشبكات صرف صحي، بينما أغارت الطائرات الحربية الصهيونية على منزل لعائلة بكر في مخيم الشاطئ غربي المدينة. دعوة للتّحرّك ضد الكيان الصّهيوني
في الأثناء، حذّرت منظمات حقوقية وأممية من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، بسبب إغلاق المعابر، ونقص الوقود والإمدادات الطبية والغذاء في مختلف أنحاء القطاع خاصة في مدينة رفح جنوبيغزة. وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن قطاع غزة لا يوجد فيه مكان آمن يذهب إليه الناس، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لمنع وقوع مزيد من الفظائع. كما طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، حلفاء الكيان بمن فيهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا، بتعليق تزويدها بأسلحة. جاء ذلك في بيان للمنظمة نشرته على موقعها، تضمّن تقريرا مفصلا ل 8 ضربات صهيونية استهدفت منشآت وعمال إغاثة دوليين رغم علم الكيان المسبق بإحداثيات مواقعهم. وقالت المنظمة إن قوات الاحتلال شنت 8 ضربات على قوافل ومبان لعمال إغاثة في غزة منذ أكتوبر 2023 "دون تحذيرات مسبقة رغم علمها بإحداثيات مواقع منظماتهم". وأكدت أن "مقتل 7 عمال من المطبخ العالمي (مطلع أفريل) ليس خطأ معزولا، بل ضمن الضربات الثمانية التي استهدفت فيها قوات الاحتلال عمال الإغاثة وقتلت 15 شخصا بينهم طفلان". وشكّكت "هيومن رايتس ووتش" في امتثال الكيان للقانون الإنساني الدولي، الذي تعوّل عليه بعض الدول لمواصلة ترخيص صادرات الأسلحة إليه. كما اتهمت المنظمة سلطات الاحتلال بأنها "تستخدم التجويع أسلوب حرب في غزة، إذ تمنع وتعرقل إيصال الإمدادات والمساعدات الإنسانية وتدمر المناطق الزراعية لحرمان المدنيين مما يبقيهم أحياء"، مشيرة إلى أن "الأطفال في غزة يموتون بسبب المضاعفات المرتبطة بالتجويع". وشددت المنظمة أنه "على الكيان أن يتيح للجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة إمكانية الوصول إلى غزة لأداء مهامها". رفح تتحوّل إلى مدينة أشباح في السياق نفسه، قالت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن العائلات في رفح انتقلت إلى أقصى الغرب قدر الإمكان، ووصلت إلى شاطئ البحر المتوسط. وأكدت المنظمة أن المناطق الداخلية في رفح تحولت الآن إلى مدينة أشباح، وقالت إنه يصعب التصديق أن أكثر من مليون شخص كانوا في المدينة. وأوردت "أونروا"، أمس الثلاثاء، إن الاحتلال هجّر بهجماته نحو 450 ألف فلسطيني من رفح. وذكرت في بيان على منصة "إكس"، أن الطرقات في رفح بدت فارغة من الناس الذين فروا بحثا عن الأمان، بعد إعلان الكيان الغاصب استيلائه على معبر رفح الحدودي ومباشرته هجوما بريا على المحافظة الحدودية وقالت: "الناس يواجهون الإرهاق والجوع والخوف المستمر، لا مكان آمن، الأمل الوحيد هو وقف فوري لإطلاق النار". وفي 7 ماي الجاري، أعلن الجيش الصهيوني أنه سيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وسبق أن وافق مجلس الوزراء الأمني للاحتلال على القرار المتعلق ب "توسيع منطقة" الهجمات البرية في مدينة رفح في 10 ماي الجاري.