تؤكد الكاتبة جميلة ميهوبي بأن أدب الطفل في الجزائر يواجه تحديات عدة كالتكنولوجيا ومن أهم أشكالها وأشهرها "ألعاب الفيديو" التي يقبل عليها الأطفال، حيث يطوفون بكل براءة عبر جولات جذابة في عالم افتراضي يفصلهم لا إراديا عن عالمهم الحقيقي. في تصريح ل«الشعب"، تقول جميلة ميهوبي: "يعيش الناشر والولي على حدّ سواء، منافسة شرسة مع ما يردنا من الغرب، فما نزال نمشي بعقلية المغلوب، نولع بتقليد الغالب". وأكدت محدثتنا على ضرورة مخاطبة الطفل بلغته التي يفهمها، لغة بسيطة ذات جمل قصيرة، بحيث يجب أن نتقمّص شخصية الطفل حين نكتب له كي نشاركه أحلامه وأفراحه وآماله. ولفتت بأن من يكتب للطفل هو فقط من يستطيع استحضار الصغير الذي بداخله، مع المحافظة على الشخصية الوطنية بقيمها وأعرافها وعاداتها وتقاليدها، وأن يسعى لتكوين نفسه وتطوير مهاراته في الكتابة ليقدّم الأفضل. من جهة أخرى تؤكد المتحدثة على تأثر الطفل الجزائري بالمنتج الغربي من أفلام كرتونية ومسلسلات وألعاب فيديو تتنصل في أغلبها عن عقيدتنا السمحة، ولا تراعي أخلاق مجتمعنا السامية، كما أنها تدعو في أغلبها إلى العنف. وأشارت في الأخير إلى أن أدب الطفل في الجزائر موجود لكنه ينتظر الأخذ بيده مثله مثل مؤلفيه، على عكس الدول العربية والغربية التي ترصد أحسن الجوائز تشجيعا لأدب الطفل، لأنها تعي أهميته، فنحن نكتب لأطفال اليوم رجال الغد، وختمت بقولها "نرجو من الجهات الوصية الاهتمام بكاتب الطفل وإنشاء ورشات تكوينية حتى يتحسن أداء الكاتب والرسام على حدّ سواء، فلا يمكننا الحديث عن أدب الطفل دون التطرّق إلى عالم هذه الفئة العمرية، وما يوافقها من أسس ومعطيات تخدم شخصيتها واتزانها، بحيث تعمل على حمايتها وتحصينها من التغريب الثقافي الطاغي في عالمنا وبأشكال مختلفة".