أجمع مختصون بشؤون وثقافة الطفل، على ضرورة خلق شخصية كرتونية عربية متميزة تساهم في حماية الطفل العربي من السلوكيات والأنماط السلبية التي تنتجها الرسوم المتحركة الغربية، وفي مقدمتها العنف بمختلف أشكاله، وتحدي القوانين. وأكد المشاركون في ندوة "الرسوم المتحركة... المواصافات والسمات “،أقيمت مساء الاثنين على هامش مهرجان الشارقة القرائي للطفل، أن الرسوم المتحركة الغربية أخذت حيزا كبيرا في التلفزيونات العربية وسلبت عقول الأطفال ،و أضرت كثيرا في قيمهم وأنماط تفكيرهم. وفي هذا السياق قالت الباحثة ومقدمة برامج الأطفال هالة الشاروني ، في مصر "أن هناك محاولات سابقة لإنتاج شخصية كرتونية عربية خلال مسابقات اقيمت في دول عربية لاختيار الشخصية المحددة، إلا ان التقدم لهذه المسابقات كان بمجرد رسم ثابت على الورق، وليس على شكل مقاطع فيديو، وهو اهم عنصر لصناعة الرسوم المتحركة، اذ ان هذه الرسوم كثيراً ما يظهر عدم صلاحيتها عندما يبدأ الفنان بتحريكها لصنع فيلمه الذي تتحرك في فضاءاته تلك الرسوم وبذلك تضيع جهود وراء أخرى دون الحصول على شيء، ويستمر ابناؤنا في الاستغراق بأفلام "كرتون" الغير." من جانبه دعا الكاتب المتخصص في ادب الطفل البريطاني "كريس مولد " الى بذل الجهود لولوج مجال الرسوم المتحركة، وغرس القيم المناسبة التي لم ينتبه اليها الكثير من صانعي الافلام الحاليين، ويعتبر ان الرسوم المتحركة هي أجمل وأفضل وسيلة لإعادة الناس الى القراءة. ويرى الكاتب الدرامي السوري هوزان عكو أن ابرز معوقات انتاج افلام كرتونية للأطفال يعود الى اسباب عدة، ابرزها: "افتقار العالم العربي الى الملاكات المؤهلة القادرة على القيام بهذه المهمة في مكان واحد، أما على صعيد الإنتاج ، فما يلاحظ أنه مع ضخامة إنتاج الأفلام الكرتونية الأجنبية التي أغرقت السوق و بسعر اقل بكثير من مواد بدائية عادية لكرتون الطفل العربي، بخلاف افلام الكرتون العربية التي لاتنافس من حيث القيمة المادية ولا القيمة في المحتوى ولا في الجودة ، ويبقى الطفل العربي في هذه الدوامة حتى يتم الإستعانة بالخبرات، وتوحيد الجهود، للوصول الى انتاج شخصية كرتونية عربية قوية وتطوير هذا الانتاج عربيا".