اقترحت اللجنة الولائية لمتابعة وتجسيد المشاريع الاستثمارية بولاية البليدة، إقامة منتجع سياحي بالمنطقة الجبلية " يما حليمة "التابعة إداريا لبلدية حمام ملوان ولا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن المدينة الجديدة بوعينان. كان والي البليدة إبراهيم أوشان قد عاين دشرة "يما حليمة " التي هجرها سكانها في فترة التسعينات، ورغم استتباب الأمن مع مطلع الألفية الثالثة، فإن عودة هؤلاء السكان لا تعدو أن تكون لممارسة أنشطة فلاحية للاسترزاق منها بحسب رئيس المجلس الشعبي بلدية حمام ملوان. في هذا الصدد صرّح عبد الرحمن سالي قائلا: "اقترح الوالي خلال زيارته إقامة منتجع سياحي في منطقة يما حليمة التي أصبحت مهجورة ولم يعد إليها السكان.. صحيح أن عشرات الفلاحين عادوا إلى خدمة أراضيهم لكنهم غير مستقرين مع عائلاتهم". وتابع بالقول: "لا نتوقّع عودة السكان وهذا بعدما رحلوا واستقروا بالمدينة أين تتوفر ظروف لائقة للعيش الكريم، ولأن منطقة يما حليمة منعزلة مقارنة بأحياء أخرى". وكشف المسؤول المحلي بأنه اقترح على الوالي إعادة تهيئة المدرسة الإبتدائية المتواجدة بحي "يما حليمة" وتحويلها إلى بيت للشباب للمبيت فيه على اعتبار أن حمام ملوان منطقة سياحية بامتياز ويقصدها السياح بشكل كبير لاسيما في فصلي الربيع والصيف. ومؤخرا قام وزير السياحة بتفقد هذه المنطقة وعاين مشروع تهيئة المحطة الحموية، وفضاء سياحي ترفيهي، لافتا بأن مصالحه بصدد انجاز مخطط التهيئة السياحية الذي سيضبط بدقة مجموعة المشاريع السياحية المراد تجسيدها. وكانت ولاية البليدة قد استفادت من ثلاث مناطق للتوسّع السياحي اعتمدتها الحكومة في المرسوم التنفيذي الصادر في الجريدة الرسمية رقم 43 في شهر جوان من سنة 2022، وتبلغ مساحتها الإجمالية 161 هكتار. وتمّ إنشاء منطقة توسّع سياحية بمساحة واسعة في بلدية الشفة قدرها 70 هكتارا، ومنطقة في بلدية بوعينان بالقرب من القطب الحضري الجديد سيدي سرحان مساحتها 49 هكتارا، وأخرى في بلدية حمام ملوان مساحتها 42 هكتار في حي " تحامولت". وفي بلدية الشفة، استرجعت لجنة الاستثمار المشار إليها قطعة أرضية في المكان المسمى " قلعة سيتادال" وأدخلته في قاعدة البيانات لدى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار المخول لها منح العقار للاستثمار، علما أن جزائري مغترب تقدّم بطلب للقيام باستثمار مهم على غرار فندق يسهم في رفع قدرة استيعاب السيّاح الذي يتفقدون على هذه البلدية لا سيما في موسم الاصطياف. ولعلّ ما يجعل الشفة وحمام ملوان منطقتين سياحيتين بإمتياز هو طابعهما الجبلي والمناظر الخلابة التي يحوزان عليها، جعلت منها أداة جذب سياحي هي مياه الأودية التي تعتبر ملاذا لمواجهة الحر في الصيف.