استحضر الكاتب سعدي صباح، في لقاء ثقافي بفضاء بشير منتوري، مدى تأثره بالبادية، التي استلهم من روحها أعمالا أدبية وشعرية حظيت بعديد الجوائز وطنيا ودوليا، أهمها "عرس في الزنزانة"، "خضراء الرّحل"، "حديث القبرّة"، "سر البيت المفتوح". عاد سعدي صباح إلى ذكريات الطفولة، وتعلقه بيئته ومسقط رأسه بولاية الجلفة، متحدثا عن ميزات تلك الطبيعة العذراء التي كانت مصدر إلهامه في بداياته الشعرية سواء الشعبي أو الفصيح، حيث ظلت روح البادية بمثابة اللازمة والطاغية على قلمه ولازالت لحدّ الآن بنفس الوهج الذي عرفته بداياته الأولى في الكتابة التي نشرت عبر عديد الصحف، كما جاء على حدّ قوله. وتطرّق سعدي لتجربته في كتابة القصة في بداية مسيرته الأدبية، وعن شهادة النقاد له حول إلمامه بقوانين كتابة هذا الجنس الأدبي بالفطرة، وإسقاطها على الواقع بلمسة من الخيال، افتك بها جوائز أدبية، مثل جائزة "السفير الوطنية"، وجائزة "القلم الذهبي في القصة القصيرة"، وجائزة "شموع لا تنطفئ الوطنية" بوهران، إضافة إلى جائزة "الاستحقاق الدولية لناجي نعمان" (لبنان)، وآخرها جائزة "متون" عن مجموعته القصصية "خضراء الرّحل"، معبرا عن سعادته بفوزه بهذه الجوائز. وفي إطار حديثه عن فحوى بعض مجموعاته القصصية الصادرة مؤخرا، قال صباح إنه كتب في مجموعته "عرس في الزنزانة"، عن قصة واقعية لرجل ثوري تمّ اعتقاله، ليعبّر في السياق ذاته، عن سعادته باختيار مجموعته هذه في مذكرات تخرج الماستر والدكتوراه، بينما اختار أن يكتب سيرته الذاتية "حديث القبرّة"، التي تناول فيها قصة رجل رغم كل المعاناة التي عاشها وكل الحرمان الذي قاسى منه، أصبح أديبا. وتطرّق أيضا لكتابته أشعار لبعض الفنانين معتمدا في ذلك على كلمات موزونة، وفي هذا قال إنه لا يجد حرجا في أن ينتقل من جنس أدبي إلى آخر، ومن فن إلى آخر، المهم أن يكون أصيلا. أما عن مجموعته القصصية "خضراء الرّحل" فقد كتبها معتمدا على ذاكرته، وهي عن قصة امرأة اسمها خضراء، كانت تعيش في زمن بعيد بالبادية، ولم يكن يُسمح لها بالخروج إلا للرعي، فحاول سعدي إنصافها.