حرص على تجديد وتعزيز الأسطول البحري والجوي والبري أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أمس الاثنين، أن قطاع النقل عرف «نقلة نوعية هائلة» في السنوات الأخيرة، من خلال إنجازات هامة ومشاريع عديدة في طور الإنجاز، مما ساهم في دفع ديناميكية الاقتصاد الوطني. في كلمة بمناسبة يوم برلماني نظمته لجنة النقل والمواصلات السلكية واللاسلكية بالمجلس الشعبي الوطني، تحت عنوان «استثمارات قطاع النقل لمواكبة ديناميكية الاقتصاد الجزائري»، قرأتها نيابة عنه هجيرة عباس، نائب رئيس المجلس، اعتبر بوغالي أن قطاع النقل في الجزائر «عرف تحولا حقيقيا، حيث تم إنجاز عدد كبير من المشاريع وأخرى في طور الإنجاز لجعل هذا القطاع أكثر كفاءة وفعالية للمساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد». وذكر بوغالي، خلال اللقاء، الذي حضرته الوزيرة المحافِظة السامية للرقمنة، مريم بن ميلود، وأعضاء من غرفتي البرلمان وإطارات من قطاع النقل ومختصون، بأن هذا «القطاع عانى لعقود من الزمن من تجاوزات وممارسات جمدته وجعلته خارج الخدمة وفوتت فرصة ثمينة على الاقتصاد الوطني استهدفت في مجملها تكسير وتحطيم هذا القطاع الاستراتيجي». ولكن، يتابع بوغالي، قطاع النقل «يسترجع اليوم مكانته المأمولة بما يساهم في ديناميكية الاقتصاد الوطني بإطلاق مشاريع إصلاح وتطوير البنى التحتية الخاصة بالنقل كالمطارات والموانئ والسكك الحديدية واستكمال المنظومة اللوجستية لتحقيق مقاربة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الحرص على تجديد وتعزيز الأسطول البحري والجوي والبري». كما لفت في هذا الصدد، إلى أن القطاع «شهد خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية هائلة، تمثلت في إنجازات هامة على مستويات النقل البحري والجوي والسكك الحديدية وقد ساهمت جميعها في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وعززت شبكة الربط الداخلي والخارجي للبلاد». وأشاد في نفس السياق، بتبني أنظمة إلكترونية حديثة سهلت إجراءات التخليص الجمركي ومتابعة حركة البضائع وقلصت زمن الانتظار وحسنت كفاءة العمليات. وبالنسبة للنقل الجوي، أشار إلى أن الجزائر شهدت في السنوات الأخيرة زيادة عدد الرحلات الداخلية والخارجية، مما سهل على المسافرين التنقل بين مختلف المدن الجزائرية والعالم، مؤكدا أن ذلك كله كان نتيجة إيجابية لعملية تحديث أسطول الطائرات وتجديد وتوسيع العديد من المطارات الجزائرية، مثل مطار الجزائر الدولي ومطار وهران الدولي وتعزيز القدرة على استيعاب الرحلات الجوية. وأبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني، من جهة أخرى، جهود تحديث شبكة النقل بالسكك الحديدية، سواء على مستويات الخطوط أو البنية التحتية أو المنشآت، حيث ذكر بإدخال قطارات حديثة ذات سرعة عالية وكفاءة تشغيلية أفضل ساهمت بمجملها في تقليص زمن الرحلات وحسنت ظروف السفر وحققت راحة مثالية لمستعملي القطارات. كما أتاحت ربط مناطق الشمال بالجنوب، «مما انعكس بشكل بارز على تعزيز التكامل الوطني وحفز التنمية في المناطق الداخلية»، يقول السيد بوغالي، مذكرا بأن قطاع النقل كان على رأس أولويات الإنعاش الاقتصادي، بعد استكمال الإصلاحات الدستورية والتشريعية والقضائية، بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. ولفت في هذا الإطار، الى ارتباط قطاع النقل بالحركية الاقتصادية، خاصة بعد «الانبعاث الذي حدث في مجال الفلاحة والزراعة، والذي تطلب العناية بوسائل النقل المختلفة»، مؤكدا أن هذه النظرة الشاملة التي سطرها برنامج رئيس الجمهورية وعكف على تطبيقها «بدأت تؤتي ثمارها». التأكيد على أهمية الاستثمار وخلال هذا اليوم البرلماني، الموسوم «استثمارات قطاع النقل لمواكبة ديناميكية الاقتصاد الجزائري»، بحضور الوزيرة المحافظة السامية للرقمنة، مريم بن ميلود، وأعضاء من غرفتي البرلمان، الى جانب مختصين في المجال، لفت رئيس لجنة النقل، لعويسات كمال، الى ضرورة وضع استراتيجية شاملة لتطوير جميع أنماط النقل بما يتماشى مع المعايير العالمية واحتياجات المجتمع. ودعا إلى الاستفادة من الثورة الرقمية لتطوير منظومات النقل ودمج التقنيات الحديثة في جميع مجالاته. كما أكد أن تعزيز وتطوير هذه المنظومات يتطلب التوسع في الاستثمار وتنويع الشركاء ودمج التقنيات الحديثة. بدوره، أبرز مدير التخطيط والاستشراف بوزارة النقل عبد الرحمان عرابة، أهم الاستثمارات المجسدة في قطاع النقل، ومنها تدعيم وتجديد الأسطول الجوي للشركة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية بمباشرة اقتناء 15 طائرة جديدة، مشيرا إلى أنه «تم إطلاق هذه المناقصة وهي في طور التنفيذ» وكذا توسعة محطات جوية على مستوى بعض المطارات. كما ذكر بتنصيب الوكالة الوطنية للطيران المدني وفتح الاستثمار في النقل الجوي للمسافرين والبضائع، حيث تعكف حاليا الوكالة الوطنية للطيران المدني على دراسة الملفات واستقبال المستثمرين الذين أبدوا رغبتهم في الاستثمار. أما في مجال النقل البحري، فقد تم فتح محطات جديدة وتجهيزها للتكفل الأحسن لاسيما بالجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، الى جانب وضع حيز الاستغلال أرضية لمعالجة الحاويات بميناء وهران وتوسعة ميناء أرزيو ليكون رائدا في مجال معالجة الحاويات، وتوسعة الرصيف المخصص للسفن الضخمة بأرزيو. أما فيما يخص النقل بالسكك الحديدية، فأكد أنه عرف اهتماما كبيرا من حيث الاستثمارات، خصوصا الخطوط التي دخلت الاستغلال كخط ربط مطار الجزائر بشبكة السكة الحديدية وخط المسيلة- بوغزول- تيسمسيلت وخط سعيدة- فرندة وخط بوغزول- الجلفة- الاغواط وخط خنشلة- عين البيضاء الذي تم تدشينه مؤخرا. أما الوزيرة المحافظة السامية للرقمنة، فأكدت أنه منذ إنشاء المحافظة في سبتمبر 2023، تم التركيز على إرساء ثلاث لبنات من اجل إنجاح التحول الرقمي في الجزائر، تتمثل الأولى في وضع الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، مضيفة أنه سيتم تقديم مشروع الاستراتيجية للقطاع خلال اجتماع قادم لمجلس الوزارء. أما اللبنة الثانية، فتتمثل في إنشاء المركز الجزائري للخدمات الرقمية والذي تم الانطلاق في أشغال إنجازه، الى جانب مشروع ضخم سيتم إنجازه على مستوى ولاية البليدة، يتضمن عدة مشاريع، منها وضع بوابة إلكترونية للخدمات الرقمية. فيما تتعلق اللبنة الأخيرة، بإعداد مشروع قانون الرقمنة، تضيف الوزيرة.