يؤكد الفنان والمخرج المسرحي أحمد نبيل مسعي، أن المسرح يعلب دوراً هاماً في تعزيز التواصل بين الناس، حيث يجتمع الجمهور لمشاهدة العروض ويشاركون في تجارب فنية مشتركة، فحري بنا يقول أن نجزم بأن المسرح يمكنه أن يجمع بين الناس من مختلف الثقافات والخلفيات، ويوفر منصة للتفاعل والتبادل الثقافي، إضافة إلى المساهمة في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء للمجتمع. بقول الفنان أحمد نبيل مسعي في تصريح ل«الشعب"، أن أهم ما تحقق في مجال المسرح باعتباره وسيلة فعالة لنقل الرسائل والقضايا الاجتماعية إلى الجمهور، بالدرجة الأولى، هو تسليط الضوء على قضايا هامة مثل البطالة، ارتفاع معدلات الهجرة، مشكلة الإدمان، مشكلة العنف، إلى جانب التضامن الإنساني مع مختلف القضايا العادلة، على رأسها القضية فلسطين والصحراء الغربية.. وغيرها من المواضيع الحساسة التي ساعدت في توعية الناس، لاسيما تحفيزهم على التفكير والنقاش حول تلك القضايا. وإلى جانب ما سبق، ذكر أحمد نبيل مسعي بأن المسرح ساهم في تعزيز التفاعل الاجتماعي بين الأفراد، من خلال توفير فرص للتعبير عن الذات والتفاعل مع الآخرين، حيث ساعد المشاركين في العروض المسرحية في بناء الثقة بالنفس وتقوية المهارات الاجتماعية لدى الأفراد، بما في ذلك تعميق التواصل بين الأجيال المختلفة، إضافة إلى إعداد الأجيال على حب الوطن والحفاظ على التراث والعادات والتقاليد.. وأوضح في ذات الصدد، بأن المسرح يعتبر وسيلة فعالة لتعزيز الإبداع والابتكار في المجتمع، مشيرا إلى أن عروض المسرح تتطلب تعاونًا وتنسيقًا بين مختلف الفنانين والفنانات، والتشجع على التفكير الإبداعي والتجريبي، ومن خلال توفير منصة للتعبير الفني، كما يمكن للمسرح أن يلهم الشباب والشابات لاكتشاف مواهبهم وتطويرها، مثلما هو الحاصل اليوم من تأطير لعدة فرق شبانية، لاسيما اكتساب خبرات من الأسماء المسرحية القديرة، وأكد بأن المسرح ليس وسيلة ترفيه أو متعة، بقدر ما هو أداة تنوير ووسيلة لإشباع الدافع إلى المعرفة والاستطلاع من خلال ما تقدمه المسرحية من معارف ومعلومات علمية، بأسلوب فني شيق ومحفز للانتباه، وجاء على لسانه أيضا "أن المسرح يرتبط ارتباطا وثيقا بإشباع حاجات الجمهور، خصوصا الحاجة إلى الحب والتقدير والانتماء والنجاح، وتحقيق الذات والمعرفة وحب الاطلاع، بما تتضمّنه المسرحية من معلومات ومفاهيم وقيم واتجاهات". وفي حديثه عن المسرح الجامعي، أفاد الفنان، بأن المسرح الجامع يعد من أهم ركائز العمل التربوي داخل الجامعة بل من أهم أهدافه ووظائفه، حيث استبشر خيرا من نشاط الحياة الجامعية وانفتاحها على المحيط الثقافي، ناهيك عن مرافقة الطلبة من خلال فتح الورشات البالغ عددها 115، وتعزيزها بفروع مسرحية مؤطرة من طرف وزارة الثقافة والفنون، عبر كافة المؤسسات الجامعية، حيث يرى في هذه الخطوة بأنها واجهة صلبة للارتقاء بالمنتج المسرحي الجامعي، أو كما عبر عنها "المسرح الجامعي هو في الحقيقة ترسيخ لميلاد المواهب التي ترفع قيم الثقافة الجزائرية وتؤصلها فنيا وإبداعيا". وفي ذات الصدد، أكد على تتبعه للأعمال المسرحية المنتجة من قبل المسارح الجهوية والمسرح الوطني، وذلك عبر فضاءات العروض على مستوى بعض المؤسسات والاقامات الجامعية، التي قال عنها بأنها فرصة لتوطيد تبادل عروض الفرق المسرحية بين المؤسسات الجامعية، حيث دعا القائمين على تكثيف الورشات التكوينية على مستوى المؤسسات الجامعية، لاسيما النوادي والفرق المسرحية في الجامعة، من أجل استيعاب جميع المواهب، وفتح المجال أمام النشاطات الفنية المختلفة وتحفيزها مثل: التمثيل والاخراج والسنوغرافيا والانتاج.