أعرب فنانون جزائريون عن تفاؤلهم بفحوى قانون الفنان الجزائري الذي جاء ليساهم في بعث رسالة الفن، مؤكدين في تصريحات ل "الشعب" بمناسبة اليوم الوطني للفنان، على الأشواط التي قطعها هذا المشروع، الذي يعد من أهم المكتسبات الثقافية في الجزائر، وجاء كآلية تهدف لضمان الحماية الاجتماعية للفنان قصد تعويضه وحمايته وتمكينه من حقوقه في ظل الواجبات المنوطة به. قالت الفنانة القديرة عايدة قشود "أنا بكل فخر عايدة، ابنة التلفزة الجزائرية والإذاعة الوطنية، ممتنة جدا للمعهد الوطني للموسيقى الذي احتواني ودرسني، وللمجموعة الصوتية الوطنية التي خولتني أن أكون عضوا بارزا فيها، ولأنطلق من رحابها إلى التمثيل في أول عمل لي، وهو مسلسل الحريق للمخرج الراحل القدير مصطفى بديع، فأنا كبرت وسط المجال الثقافي واشتغلت في عوالم الفن، فهو يعتبر مصدر قوت بالنسبة لي". في ذات السياق تأسفت قشود لرحيل عدة أسماء فنية كانت تنتظر بشغف هذا اليوم الذي يعيشه الفنان في قصر الثقافة مفدي زكرياء، تزامنا ويومهم الوطني، وكانت تحلم بالاحتفاء بقانون الفنان والمكتسبات التي تحققت بفضل مساعي الدولة الجزائرية وعلى رأسها تقول رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي وعد فأوفى، وإلى جانب ما تقوم به وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، وهي مشكورة على وقوفها ورعايتها لمشروع قانون الفنان الذي جاء في وقت كنا نراه حلما بعيد المنال، وأضافت" لكن إرادة رجال ونساء الجزائر المستقلة أبت إلا أن تجعله واقعا والحمد لله، اليوم نستطيع أن نقول بأننا أصبحنا نتنفس فنا من جديد". عايدة قشود قالت "أعود من خلال هذا المنبر لأستذكر أعمال الفنانين الذي رحلوا إلى جوار الله، وأنوّه بأعمالهم الخالدة التي ما تزال رهينة الماضي، وأتمنى أن يتم رقمنتها مثل بعض الأعمال النادرة للحاج مريزق والحاج امحمد العنقى وخليفي أحمد وحدة بقار والحاج رابح درياسة والشيخ الغافور.. والكثير من الفنانين والشعراء والموسيقيين وغيرهم من الأسماء والقامات الفنية التي لا يعرفها اليوم أغلب الفنانين الشباب، حيث تعرض جزء كبير من هذا الكنز الفني الجزائري إلى الضياع، مؤكدة أنها وقفت شخصيا على تلف عينة لخزان لابأس به من الأشرطة، بسبب بعض الظروف التي حالت دون الحفاظ عليها وأكاد أجزم بأن ما حصل ليس عمدا أو تجاهلا، بل نتيجة التغييرات التي عرفتها مصالح الأرشيف، حيث كانت آنذاك تتداول عليها التلفزة والإذاعة، قبل أن ينفصلا ويصبحا فيما بعد مؤسستان مستقلتان عن بعضهما البعض، وأملي أن نستعيد جهود هؤلاء الأفاضل رواد الفن الراحلين، مثلما استعدنا حقوقنا من خلال قانون الفنان الجزائري في ظل الجزائر الجديدة". تكريس لخريطة الإبداع ببصمة وطنية ومن جانبه يقول الفنان لعمري كعوان "أستغل هذه الفرصة لأقول لجميع الفنانين وللطبقة المثقفة الجزائرية خاصة، كل عام وهم بخير وصحة وعافية، ولأقول كفنان جزائري هنيئا لنا بهذا القانون الذي نرى من خلاله أفقا وطموحا لاحد له، حيث بإمكاننا أن نرسّخ قولا وفعلا لمعالم الفن الجزائري، لتكريس خريطة الإبداع ببصمة وطنية أخذت من الجيل السابق خبرة ووزنا ثقيلا، وها هي اليوم تنتقل شعلتها إلى الأجيال اللاحقة بنفس جديد ومحتفظة في نفس الوقت بروح الأصالة التي ستظل العنوان الخالد للفن الجزائري الذي به نفتخر". ليتابع "وأشكر بدوري كل القائمين على رؤية مشروع قانون الفنان الجزائري، مجسدا ومهيئا لصالح كل فئة ذات صلة، ونيابة عن كل الفنانين سنعمل جاهدين على حمل رسالة الفن داخل وخارج الوطن، ونعد الجمهور العريض الذي أحبنا في أعمالنا التي قدمناها بكل حب وإخلاص، حيث تعكس واقع هذا المجتمع الذي علم ومازال يعلم العالم دروسا في الكرامة والنضال والشرف" . إنجاز تاريخي وبدوره الفنان إلياس بن باكير، بأن قانون الفنان جاء بعد عناء وصبر وترقب، وأوضح في هذا السياق "أعترف بأننا قد أُنصفنا من قبل السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أطال الله في عمره، وأثلج صدورنا وأُسرِنا بهذا الإنجاز التاريخي، حيث أن الالتزام السادس والأربعين للسيد رئيس الجمهورية والذي ينص على تعزيز الثقافة والأنشطة الثقافية في بنده الخامس القاضي بتثمين مهنة الفنان وكل الفاعلين في مجال الثقافة وترقية دورهم الاجتماعي ووضعهم القانوني، من شأنه اليوم أن يفتح لنا أبوابا لقطع أشواط كبيرة في خدمة الفن وإنعاش المشهد الثقافي". ليختم بقوله "أضم صوتي إلى صوت كل العائلة الفنية والعاملين على هذا القطاع، في دعوة الجميع إلى بذل المزيد من العمل من أجل الارتقاء بالفن الجزائري وعلى جميع الأصعدة، فالجزائر تستحق كل المخلصين من أبناءها، لاسيما الفنانين الذي يمثلون الجانب الجمالي للوطن، الذين يساهمون من خلال وظيفتهم في تحريك وجدان الناس نحو عواطف معينة، سواءً الشجن أو الفرح أو الوطنية أو أي قيمة إنسانية، أو تحريك أفكارهم وإثارة تساؤلاتهم، حيث العائد على الفنان سواء كان معنوياً ومادياً وهذا ليس بخطأ، فهذه مهنة في النهاية والربح مطلوب للاستمرارية والحياة".