أكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن جون الترمان امس الثلاثاء بالجزائر أن الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما سيواجه تحديات من أجل بعث مسار السلام فى منطقة الشرق الاوسط. وأوضح جون الترمان خلال محاضرة نظمها مركز يومية الشعب للدراسات الاستراتيجية أن الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما تنتظره تحديات من أجل بعث مسار السلام في منطقة الشرق الاوسط، مشيرا الى أن تغليب لغة الحوار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تتوافق والتوجه الحالي لاوباما. كما أكد الخبير الامريكي أن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي جد معقد نظرا للواقع السياسي الذي تعيشه كل من فلسطين واسرائيل، مضيفا أن الحوار الفلسطيني الفلسطيني ضروري ومن شأنه المساعدة في التوصل الى حل يرضي الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. واعتبر جون الترمان أن الرئيس الامريكي المنتخب جعل من سياسة الحوار البناء والتفاوض اساسا لسياسته الخارجية وهذا أمر جيد يمكنه أن يعود بالنفع على دول المنطقة التي أعربت عن ترحيبها بوصوله الى البيت الابيض. وعن الفترة التي قضاها الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش في الرئاسة وتداعياتها على الرأي العام الدولي، اعتبر جون الترمان أن عهدة الرئيس بوش ضاعفت من نسبة الشعور العدائي تجاه الولاياتالمتحدة لاسباب ترتبط بالحرب على العراق والتواجد العسكري في منطقة الخليج العربي. وفي هذا الصدد، أعرب المحاضر الامريكي عن تفاؤله بتغير نظرة العالم للسياسة الامريكية خلال فترة باراك اوباما الذي ورث، كما قال، وضعا اقتصاديا جد سيء ولا يمكن التنبؤ حاليا بمخلفاته مستقبلا. وبالنسبة للوضع في العراق، أكد الترمان أن الرئيس المنتخب جد متحمس لفكرة الانسحاب من الاراضي العراقية، مؤكدا أن التركيبة العرقية للشعب العراقي تقتضي على الرئيس اوباما التوفيق بين المصالحة والقضاء على العنف الطائفي من خلال الحوار. كما دعا المحاضر، الرئيس الامريكي المنتخب الى اعطاء أهمية لدول الجوار العراقي التي ستلعب دورا أساسيا بعد عملية الانسحاب الامريكي وضمان عدم وجود تأثيرات خارجية على السياسة المستقبلية في هذه المنطقة. وفي الاخير، ربط المحاضر بين الازمة الاقتصادية التي يشهدها العالم حاليا وتأثيراتها على التوجه المستقبلي للسياسة الامريكية خاصة مع انخفاض اسعار البترول في الاسواق العالمية وما يترتب عن ذلك من تغيير في الدبلوماسية الدولية.