قدم الدكتور جون الترمان مدير بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن معطيات ثرية حول التطورات الحاصلة بمنطقة الشرق الاوسط الناجمة عن الثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي واخرى تخص المجتمع الامريكي انطلاقا من الازمة العرقية والتحولات التي تبعت احداث 11 سبتمبر وصولا الى الازمة التي تعصف باقتصادها وكذا فوز اوباما بالرئاسيات، وذلك تمهيدا للخوض في واقع الشرق الاوسط وتحديدا طرح »اشكالية السياسة الامريكية في العالم العربي لمرحلة ما بعد جورج بوش«. فضل الدكتور جون الترمان الذي نزل ضيفا على الطبعة الجديدة من منتدى مركز »الشعب« للدراسات الاستراتيجية امس المخصصة لموضوع »السياسة الامريكية في العالم العربي لمرحلة ما بعد جورج بوش« العودة الى بعض المعطيات والمؤشرات التي وقف عندها مطولا، وفيما يخص منطقة الشرق الاوسط، اوضح بانها تعيش على وقع حركية ادت الى تغييرات كبيرة وجذرية في اشارة منه الى الثورة المعلوماتية وما ترتب عنها من تلقي كم متدفق من المعلومات. ولم يفوت منشط منتدى »الشعب« المناسبة للاشارة الى ان مناطق الشرق الاوسط باتت مناطق حضرية غلب عليها طابع التمدن بفعل التطورات التكنولوجية والتدفق الهائل للمعلومات بفضلها مما ادى الى مضاعفة العالم عموما. واستنادا الى ذات المتحدث، فان الثورة المعلوماتية بذات المنطقة ادت الى تغييرات على جميع الاصعدة اذ ان التحول الديمقراطي جعل الشباب يبحث عن الشغل، وفيما يخص المرأة، فقد ازداد بالنسبة لها هي الاخرى حظها في الحصول على تعليم والوصول الى مناصب شغل، مشيرا الى انه على الصعيد السياسي حدث تغير كذلك لم يقتصر فقط على انماط الاتصال وانما ايضا على الانماط التنظيمية. ولدى تطرقه الى المنطقة الامريكية، اقر بان ارث هذه الاخيرة غريب على خلاف باقي دول العالم، ولا طالما طرحت اشكالية الصراع حول العرق التي تعود الى 3 قرون خلت. ودق الدكتور الترمان ناقوس الخطر بخصوص الوضع الداخلي الامريكي، واصفا اياه بالاسوء بما في ذلك مقارنة بالازمة الاقتصادية العالمية، وافاد في السياق ذاته بانه لا يمكن التنبؤ بنهاية الازمة ولا بالوضعية التي سيؤول اليها النظام الاقتصادي الامريكي في اعقابها، مؤكدا بان كل اهتمام بوش موجه الى الوضع الداخلي الامريكي في الوقت الراهن. واستنادا الى ذات المتحدث، فان نسبة قبول الرئيس الامريكي الحالي لا تتعدى 20 بالمائة على المستوى العالمي، لكنه اكد جازما بان الشعبية التي يحظى بها الرئيس الجديد الذي افرزته الانتخابات الاخيرة باراك اوباما، ستتراجع هي الاخرى، ورغم اتهام الولاياتالمتحدةالامريكية بمضاعفة قوتها على حساب حل المشاكل المطروحة الا انها، اضاف يقول، لها نظرة والعالم له نظرة ستتغير بعد بضعة اعوام. واعتبر انتخاب باراك اوباما مثالا حيا عن وضع الصراع العرقي جانبا، مذكرا بانه تربى في احضان امه فقط، كما انه كان فقيرا وتربى بين عاصمتي جاكرتا ونيروبي، ورغم العلاقات العرقية الصعبة تحصل على تعليم نوعي واصبح رئيس امريكا. ------------------------------------------------------------------------