يرى جون الترمان مدير بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن ان الولاياتالمتحدةالامريكية ستتجه تحت رئاسة اوباما نحو بناء منظور متوازن مع حكومات الشرق الاوسط، وفي ذات الوقت تواصل سياستها المتمثلة في تهميش اعداءها في المنطقة وقد ذكرهم حماس في فلسطين، سوريا، وحزب الله في لبنان وايران. ومن خلال تحليله لاستراتيجية امريكا في المنطقة، ركز الترمان خلال تنشيطه امس للمحاضرة التي القاها في مركز الشعب للدراسات الاستراتيجيية حول »السياسة الامريكية في العالم. العربي لمرحلة ما بعد جورج بوش«، على نقطة يراها أساسية من منظوره فيما يتعلق بالسياسة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، وحسبه، فان عدم الالتزام الذي تتصف به الاستراتيجية الامريكية اضعف من امكانية التأثير وعدم حماية اهداف امريكا الموجودة بهذه المنطقة. ويضيف في ذات السياق، ان الرئيس الجديد لامريكا »أوباما« الذي تعهد بالعمل من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط، سيلجأ، كما ذكر المتحدث، الى التحاور مع اعداء أمريكا والذين ذكرهم سابقا حركة حماس بفلسطين، حزب الله بلبنان وسوريا وايران، مؤكدا من جهته، ان الوضع العام لن يتحسن بوجود هذا الالتزام. وفيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي الذي يزداد تعقيدا في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسامات بين حركة حماس وحركة فتح، ومن الجانب الاسرائيلي حيث تتجه اسرائيل نحو انتخابات مبكرة نظرا لفشل زعيمة حزب كاديما في تشكيل حكومة جديدة، يؤكد المتحدث ان هذا الصراع هو سياسي اكثر منه عسكري، وعلى أوباما يقول ان يراعي الشروخات الموجودة داخل فلسطين وما تشهده اسرائيل من مشاكل سياسية داخلية. وركز خلال تحليله للاستراتيجية الامريكية تحت رئاسة أوباما في الشرق الاوسط على ايران التي تمثل حسبه تهديدا حقيقيا للمصالح الامريكية في المنطقة، وقد احتمل ان تلجأ ايران الى اجراء مساومة، ويبقى بالنسبة له هذا الامر مستحيل. وبرأي المتحدث، فان ايران يعرف المجال الطاقوي بها ازمة مما يرفع من هشاشتها، وبالتالي يجعل الضغط عليها اكثر جدوى، مشيرا الى ان أوباما يبدو ميالا الى سياسة الحوار لحل الازمة الامريكيةالايرانية، خلافا للرئيس بوش الذي ابقى الخيار العسكري واردا، وبالرغم من ان التعامل السياسي الامريكي مع الملف الايراني تحت قيادة الرئيس الجديد يتسم حسبه بنوع من المرونة، الا انه لم ينف اللجوء لاستعمال القوة حتى توقف ايران برنامجها النووي، مشيرا الى ان هناك تخوف عربي من ايران التي يؤكد انها ليست ندية للولايات المتحدةالأمريكية، وانها قوة صغيرة لكنها مهددة. وعموما، فان أوباما، يضيف المحاضر، له رغبة طيبة في التوصل الى حلول سلمية في منطقة الشرق الاوسط، والتغيير الحقيقي لن يكون بذات المركزية، كما كان في عهد بوش، هذا الاخير الذي راهن على المنطقة التي ستدفن سمعته فيها على حد تعبيره. ويبني أوباما كما أضاف سياسته في المنطقة، بالعمل على انهاء التبعية الامريكية في الشرق الاوسط بدل التركيز على المنطقة ومحاولة محاذاتها، وبالتالي سيكون التدخل الامريكي في المنطقة انفع خاصة وان هذه الاخيرة تعبت من الوعود الامريكية كما يقول الترمان. ------------------------------------------------------------------------