دقّ سكان دوار الجفافلة بمرسى الحجاج في وهران ناقوس الخطر جراء ما وصفوه بالانحدار الخطير في مؤشرات النظافة بسبب المطامير واشتداد الروائح الناجمة عن انعدام شبكة للصرف الصحي، ولعل الوصف يعكس صورة التجمعات السكنية وسط سيول من القذارة، وموسم الحر قد حل. هي معاناة أسهب المعنيون في وصفها، مستنكرين عمليات التأهيل التي طالت شبكة الطرقات، على حساب قنوات الصرف والبالوعات في الوقت الذي أثار فيه عدد من الفلاحين ظاهرة سقوط الماشية من علو يضاهي المترين بارتفاع الحفر المتناثرة، معبّرين عن خوفهم الشديد على أطفالهم. وهو حال مختلف المجمّعات الثانوية الواقعة بمحيط واد المقطع أو ما يعرف المرجة، وهي منطقة محمية يمنع رمي الصرف بها، حسب مصادر ''الشعب'' من بلدية مرسى الحجاج. كشفت في سياق متصل عن تركيبة مالية تناهز 360 مليارًا رصدت لإنجاز مصنع لتطهير المياه القذرة على مستوى بلدية عين البية،التي ستنطلق العملية بها في 2014 2015 لتربط كل قنوات صرف المياه للبلديات الثلاث، حسب مصادر ''الشعب''، وأكدت الجهة المتحدثة أن المشروع مدروس والميزانية رصدت، في انتظار انطلاق الأشغال وأنّ مصالح المياه خصت 5 محطات رفع بالاضافة إلى شبكة تمتد إلى عين البية بتكلفة مالية فاقت 100 مليار سنتيم، وكلها عمليات استعجالية لحماية الساحل ومحمية واد المقطع من تدفقات المياه القذرة، مع العلم أن شاطئ مرسى الحجاج الذي يبعد 52 كلم عن ولاية وهران، القبلة المفضلة للعديد من العائلات الجزائرية التي تتوافد يوميا على هذا المكان الساحر، لموقعه الاستراتيجي الذي يجمع بين زرقة البحر ورماله الذهبية الممتدة على طول 8 كلم زاد من جمالها الغابات والوديان. وكانت وهران قد استفادت من محطة لتصفية مياه التطهير الواقعة برأس فالكون بدائرة عين الترك، والتي كانت تشهد تلوثا شكل لسنوات طويلة هاجسا للسكان وخاصة المصطافين منهم، حيث تعمل المحطة على معالجة 30 ألف متر مكعب من المياه المستعملة يوميا، والمربوطة بخمسة مجمعات متواجدة بالمناطق المجاورة لها، على غرار بوسفر، العنصر، حمادي، قرادة والأندلسيات، هذا زيادة على محطة التطهير والتي تعمل على تصفية 80 ألف متر مكعب من المياه المستعملة، وتبلغ قدرتها الاستيعابية 200 ألف متر مكعب توجّه لسقي سهل ملاته، كما يؤكد مدير الموارد المائية السيد طرشون جلول على أن تجسيد المشاريع الخاصة بمحطات التطهير المبرمجة سوف تقضي نهائيا بولاية وهران على مشكل المستنقعات وآثارها السلبية على البيئة.