شكّل ملف التشغيل هذه السنة محور انشغال السلطات العمومية التي تريد الوصول في أقرب الآجال إلى تخفيض نسبة البطالة وإدماج الشباب بمختلف مستوياتهم في عالم الشغل استجابة لمطالبهم. وتشكّل البطالة أهم المشاكل التي تسعي من خلالها الجزائر جاهدة للتقليل منها، حيث عمدت سنويا على تنظيم معارض عبر مختلف ولايات الوطن من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وجعلها بمثابة فضاء للاحتكاك مابين الشباب والمؤسسات خاصة الصغيرة والمتوسطة منها التي تشهد تطورا كبيرا بفعل تسهيل الإجراءات من طرف الحكومة نظرا لأهميتها في الاقتصاد الوطني، كما أنّها تفتح مناصب شغل هامة لفائدة الشباب من مختلف المستويات. ومن هذا الباب عمدت السلطات على تنظيم معارض خاصة بالتشغيل سنويا لجعلها فرصة للشباب للظفر بمنصب شغل، حيث عرفت العديد من المعارض كانت بدايتها هذه السنة من الصنوبر البحري بعاصمة البلاد ثم إلى ورقلة بالجنوب لتحطّ رحالها هذه المرة بديوان رياض الفتح، حيث يرتقب تنظيم المعرض الوطني للتشغيل والمقاولاتية غدا وعلى مدار يومين كاملين. ويعدّ هذا الموعد الاقتصادي هاما جدا كونه سيسمح لأبناء وبنات الجزائر من المساهمة في مسار التنمية ، خاصة وأنّ الخطوة الموالية ستكون ببرمجة صالونات أخرى للشغل عبر غرب وشرق وجنوب البلاد، داعيا في الوقت ذاته الجهات الوصية للعمل سويا لتعميم الفائدة. وتعتبر طبعة هذه السنة جديدة من حيث المحتوى والمضامين، وهذا ما صرحت به المكلفة بالاعلام ل “الشعب"، فضلا عن كونه تظاهرة اقتصادية بامتياز لجميع أرباب العمل وحاملي الشهادات وخريجي الجامعات من مختلف التخصصات. وأفاد ذات المصدر أنّه تمّ التركيز على الوظائف التي لها علاقة بتكنولوجبات الإعلام الآلي، حيث سيعرف مشاركة 20 مؤسسة خلال هذه الطبعة، ويرتقب أن يرتفع عدد المشاركين باعتبار أنّ أبواب المشاركة ماتزال مفتوحة. ويهدف المعرض إلى إلغاء كل الحواجز والعراقيل التي قد يجدها طالب العمل أمامه من خلال الاقتراب بالأجنحة المخصصة للمؤسسات المشاركة الوطنية منها العمومية والخاصة وكذا الأجنبية والتعرف على خدماتها، ومن جهة أخرى الظفر بوظيفة تتماشى واختصاصه ومؤهلاته العلمية. كما سيكون الصالون حسب ذات المصدر فرصة جيدة للطلبة الراغبين في الحصول على تربص، فالإدارة فكّرت فيهم وربطت جسر التواصل المباشر مع قسم الموارد البشرية لمختلف المؤسسات للمشاركة ما يضمن لهم التحصل على تربص تطبيقي يساعدهم في شهادة التخرج. ويرتقب أن يتخلّل الصالون مجموعة من المحاضرات والندوات العلمية وورشات العمل لفائدة الشباب قصد مساعدتهم على تلقي أهم المبادئ المتعلقة بالبحث عن وظيفة كالتعلم، كيفية كتابة السيرة الذاتية وكذا إتقان فن الحوار الناجح ما يساعد على إتقان كيفية إجراء مقابلة للحصول على وظيفة، فضلا عن برمجة ورشات خاصة لإجراء اختبار نفسي من أجل التعرف على نقاط الضعف والقوة حتى يستثمرها الشاب في الميدان العلمي. وتجدر الاشارة إلى أنّ طبعة السنة الماضية سجّلت حضور 20 ألف زائر وتوظيف 2000 شابا في مؤسسات مختلفة، وتحاول هذه السنة فتح مجال التوظيف أكثر حسبما أفاد به ذات المصدر.