عرضت تجربتها على صفحة ''شباب بلادي''، ابتسمت لنا وهي مقتنعة أن ''التحدي مفتاح الأبواب المغلقة''، هي عبارة بدأت بها اللقاء الذي جمعنا بها. حنان، ليست راضية بالعمل الذي تمارسه، ليس لأنه عمل غير شريف أو أجرها زهيد، لكن طموحها كان كبيرا غير أن الظروف هي التي ساقتها لهذا المكان، فوجدت نفسها ''بائعة'' في محل بيع الألبسة. ما جلب انتباهنا لهذه الشابة وجعلنا نفكر في أن نعرض تجربتها على صفحة ''شباب بلادي'' هي خفة روحها ولباقتها في التعامل مع الزبائن وإقناعهم حتى لا يغادرون المحل بيد فارغة، والرجوع إلى هذا المحل بالذات الموجود بالعاصمة. حنان وبعد دقائق معدودات فتحت لنا قلبها وبكل صراحة قالت ''تصوروا إن كنت أحمل شهادة جامعية أو أي شهادة أخرى تحفظ كرامتي وتصون معيشتي، أفمن المعقول أن تسمح لكم الصدفة إيجادي هنا؟ أقولها وأنا مقتنعة جدا أن هذا العمل يليق بالجنسين، والمشكلة لا تكمن في هذه النقطة، لكن بعض المعاملات اللامسوؤلة التي نراها أحيانا من الزبائن ونحن مجبرون على غض البصر تحز في أنفسنا، ناهيك عن تسلّط صاحب هذا المحل الكبير عند الخطأ غير المتعمد بما أن المحل تتوفر به جميع أنواع الألبسة ولكل الفئات، وحتى بعض الأغراض المنزلية. فعلينا جميعا وأكثرنا شبان، الحذر والحيطة، سواء في معاملة الزبائن أو في المحافظة على السلع''. تواصل حنان حديثها متأسفة على وضعها الاجتماعي ، مؤكدة أنها لن تستسلم ولا يهم شيئا آخر مادام العمل شريفا ورزقه حلالا. تقول الشابة ذات ال27 عاما، ''بما أننا شباب نحتاج إلى عمل يساعدنا في وضع حجر أساس مستقبلنا، فعلينا قبول ما نجده أمامنا ونتحدى الصعاب التي تتطلب ذلك، لكن دون الاستسلام للتقاليد البالية وللظروف التي نتهمها في كثير من الأحيان''. ''علينا الاتجاه للتكوين والتخصص كل حسب مجاله'' كانت تتحدث حنان معنا بنبرة حزينة، عكس الكثير من الذين عرضت صفحة ''شباب بلادي'' تجاربهم من هذا المنبر، سألناها عن الذي منعها من مواصلة دراستها أو اختيار تخصص في المجال الذي كانت تتمناه؟. فردت، ''أذكركم أولا، أني راضية بالوضع الذي أعيشه، وهو قدري والحمد للّه، فعلى الإنسان السعي في الحياة، لكن علينا تغيير الذهنيات والنظرة لأشياء كثيرة، كما يجب على السلطات المعنية جميعها أن تأخذ بعين الاعتبار اهتمامات الشباب على كل الأصعدة، وهو ما نراه في الآونة الأخيرة مجسدا في برامجها، حيث نأمل تحقيقه على أرض الميدان في أقرب الآجال . أما بالنسبة لي، فعشت طفولة لم أخترها أنا. وأفكر من مدة في كسر كل حاجز يعترضني لأطرق كل باب يفتح لي سبل العلم والمعرفة أو أتجه إلى أي مركز من مراكز التكوين وأختار تخصص يناسب مستواي، فعلى الفتاة، الشابة أن تصنع المرأة التي بداخلها لتساهم في تربية الأجيال، والوطن فالأمة''.