دشن الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الخميس معرض «ذاكرة وإنجازات» المنظم من قبل وزارة المجاهدين في خمسينية الجزائر. وهو المعرض الذي تقرر أن يكون مناسبا للاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب في ال5 جويلية الداخل مختتما احتفائية نصف قرن من مسيرة البناء والإنماء في عهد استعادة السيادة الوطنية. وأبدى سلال طيلة تفقده لأجنحة المعرض المشيد في أبهى حلة وتصميم أعطاه المخرج سعيد عولمي جاذبية وإغراء، اهتماما كبيرا بهذا الفضاء المفتوح على الذاكرة الجماعية المؤرخ للنضال الجزائري عبر حقبة تاريخية منيرة حاسمة رافضا الاستسلام لليأس متحديا الاستعمار الفرنسي متسلحا بالإرادة القوية في التحرر والانعتاق. واظهر الوزير الأول هذا الاهتمام طيلة جولته بأجنحة معرض الخمسينية مرفوقا بطاقم وزاري وإطارات سامية في الدولة. ويتعلق الأمر بوزير المجاهدين محمد الشريف عباس، وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، وزير الاتصال محمد السعيد، وزير التربية بابا احمد، وزيرة التضامن والأسرة سعاد بن جاب الله، وزير الصيد والموارد الصيدية سيد احمد فروخي، وزير التجارة مصطفي بن بادة، وزير تهيئة الإقليم والبيئة والمدينة عمارة بن يونس. وطاف سلال في مختلف أجنحة المعرض الممتد إلى غاية السابع جويلية مستمعا بتمعن إلى الشروح المقدمة إليه من سعيد عولمي مستفسرا عن مسائل تخص الفضاء المفتوح عن التاريخ الوطني الذي يكشف بالملموس والحجة الدامغة وجود دولة جزائرية في مراحل مضت قبل الاحتلال الفرنسي، لها قوة التأثير في مجرى العلاقات الدولية والموقع الفاصل المتميز في عصبة الأمم. ويبطل هذا الحضور المتميز للجزائر الذي تؤكده بالدليل القاطع وثائق تاريخية وشهادات حية ومجسمات الادعاء الاستعماري المروج بلا توقف عبر حملات الإشاعة والدعاية طيلة أزيد من قرن بوجود ارض بلا شعب وغياب دولة جزائرية من القاموس السياسي. كل هذه المسائل مجسدة بإتقان غير مسبوق في معرض «ذاكرة وانجازات» التي طاف بأجنحته الوزير الأول متوقفا عند مختلف التقسيمات قبل الاحتلال، أثناءه وبعده. وتكشف بالملموس كيف ظل الشعب الجزائري يقاوم بلا كلل الاستعمار الفرنسي والسعي الدؤوب لبناء جزائر المؤسسات الوفية لرسالة نوفمبر إلى أبعد الحدود.