كرم وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، سهرة أول أمس، أعضاء اللجنة الوطنية لإحياء الأيام والأعياد الوطنية والمؤسسات والهيئات التي ساهمت في تفعيل برنامج الذكرى ال50 لعيد الاستقلال في حفل فني أصيل احتضنه فندق الأوراسي، وحضره أعضاء من الحكومة وعدد من الضباط السامين في الجيش الوطني الشعبي، وإطارات سامية في الدولة وممثلي تنظيمات المجتمع المدني. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أشاد شريف عباس بالعناية الهامة التي أولاها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، لهذا الحدث التاريخي الهام وكذا التحضيرات الخاصة بالاحتفال بالذكرى ال 50 للاستقلال، منوها بجهود جميع القطاعات الوزارية ومختلف المصالح التابعة، والمؤسسات الوطنية ووسائل الإعلام الأخرى بتنوعها واللجان الولائية، وبعض المبدعين الذين مكنوا كما قال اللجنة الوطنية والولائية المكلفة بتحضير حفلات إحياء الأيام والأعياد الوطنية من تحقيق حصيلة «بلغت عموما ما كانت تصبو إليه»، سواء تعلق الأمر بالنشاطات التي احتلت رأس القائمة في الاهتمام، أو النشاطات الأخرى التي وجدت جميعها سبيلا إلى النفاذ. ولأن معرض «ذاكرة وإنجازات» لقطاع المجاهدين، حقق نجاحا منقطع النظير، أعلن شريف عباس، عن تمديد المعرض، إلى أيام أخرى وذلك قصد منح الفرصة للشباب للتعرف أكثر على الماضي المجيد للثورة التحريرية، وكذا انجازات الدولة المختلفة منذ الاستقلال، حيث قال في هذا الشأن «بعدما حققه المعرض من نجاح وإقبال متزايد عليه خاصة من طرف الشباب، وتجاوبا مع الرغبات التي وصلتنا بضرورة تمديده إلى أيام أخرى، سوف تبقى أبواب المعرض مفتوحة طيلة شهر رمضان ابتداء من الساعة التاسعة والنصف إلى غاية الساعة الواحدة والنصف صباحا». وأوضح وزير المجاهدين، أن إرجاع هذا المعرض ليكون ختاما لمعرض ذاكرة وإنجازات جاء بهدف محسوم ويعبر عن رسالة واضحة، وهو أن كل ما نقوم به في بناء الحاضر لا يغنينا البتة عن الاستحضار الدائم لمعاناة الماضي ولملحمة ثورة التحرير ومشروعها الحضاري، والإبقاء على نبضها في الوجدان الجماعي للأمة، ولا سيما الشريحة الشبانية التي تعتبر أكثر عرضة من غيرها لمخاطر انقطاع الأوصال بهذا الرصيد الذي لا بديل لهم في استظهار مكانتهم بقوة، وأن يضل تاريخ الثورة محددا من محددات الحركة الاجتماعية، ونسقا قيما ثابت الوجود في المناخ المؤسساتي العام وهو ما نأمل أن نكون قد ساعدنا في الوصول إليه عبر هذا المعرض وعبر النشاطات العديدة التي برمجت طوال السنة الاحتفالية بخمسينية الإستقلال. وأبرز شريف عباس، أن هذا الجهد المبذول، لا يقلل من أهمية النشاطات الاحتفالية المختلفة التي عمت كافة ولايات الوطن وفي التجمعات الكبرى للجالية الجزائرية في الخارج، مشيرا إلى أن روائع الاحتفال الرسمي ستبقى راسخة في الأذهان كأحد أجمل الأعمال الفنية. ولدى تقييمه النشاطات المبرمجة في إطار الاحتفالية بخمسينية الإستقلال طيلة سنة كاملة، سجل وزير المجاهدين تنوعا وثراء وابتكارا في بعض الأعمال التي قدمت بمناسبة هذا الاحتفال، فضلا عن التزام اللجنة الوطنية لتحضير حفلات إحياء الأيام والأعياد الوطنية، والذي سمح بأن تكتسي هذه الاحتفالات بعدا وطنيا ومحليا، وأن يشترك المجتمع في تخليد هذه المرحلة من تاريخ البلاد، وأن تساهم وسائل الإعلام وتكنولوجيات الإعلام في إيصال وتبليغ محتوى البرنامج الاحتفالي داخل وخارج الوطن. وذكر وزير المجاهدين، أن مخطط الاحتفالات في أشكالها تمحورت حول محددين أساسين، محدد تاريخي يركز على المقاومة وثورة التحرير ويهدف إلى صون الذاكرة والتمسك بواجب العرفان لتضحيات السلف، ومحدد آخر يتمثل في الانجازات الكبرى للدولة الجزائرية المستقلة، على مدار50 سنة. وفي هذا السياق أوضح شريف عباس أن المحدد الأول يعتبر من صميم اهتمام القطاع، وقد تم من خلاله إنجاز العديد من النشاطات التاريخية، أهمها إنجاز وحماية الأماكن التاريخية، وبناء المعالم التذكارية والجداريات كذلك تسمية وإعادة تسمية الشوارع والأماكن والمؤسسات، إعادة طبع وترجمة الكتب والمذكرات التاريخية عقد الملتقيات والمحاضرات، وإعطاء إشارة انطلاق لتصوير الأفلام التاريخية، وآخرها التكريمات. أما المحور الثاني فينطلق من مسلمة مفادها أن استعراض 50 سنة من العمل والبناء لا يقل أهمية عن ثمين الثورة المجيدة، وأن الأمر يتعلق بتذكير المواطنين بمختلف المراحل التي قطعتها الدولة بداية من تضميد الجراح وإزالة آثار الخراب الذي خلفه الاستعمار إلى غاية المرحلة الراهنة.