اعتبر الممثل والكوميدي مراد باديس فتح السمعي البصري وبروز القنوات الخاصة قيمة مضافة للفن في الجزائر أكد في حوار ل''الشعب'' أن هذه القيمة كتفت الإنتاج الدرامي والمسرحي وتشجيع المواهب على العمل والنشاط.وتحدث الفنان عن قانون الفنان والمشاكل التي تعترض الفنانين، والنشاط في شهر رمضان وواقع الثقافة بأم البواقي وهي مواضيع هذا الحوار. @ ''الشعب'' كيف يقدم باديس نفسه للجمهور للتعرف على مسارك الفني؟ @@ الممثل مراد باديس: أنا عصامي التكوين نشأت على مطالعة كتب الثقافة والفن، كانت لي تجربة موسيقية من خلال العزف على آلة الساكسوفون بعد أن قمت بتكوين على مستوى كونسرفاتوار أم البواقي بين 1987 1989. غير أن المسرح كان أكثر ما يستهويني وتأثرت بالراحل عبد القادر علولة الذي كان له أسلوب كتابة مسرحية راقي جدا، حيث يسمح لك بالغوص في النص، كما كان الراحل عزالدين مجوبي يقدم أدوارا رائعة أثرت في اختياري الفن الرابع والتمثيل فيما بعد. اطلعت على كتابات رواد المسرح العالميين على غرار تشيكوف وبراخت الذي أبدعوا في هذا المجال. كما كنت مولعا بالاقتباس، حيث جلبني قدرة الكتاب المسرحيين على ترجمة الروايات لنصوص مسرحية. كما أن ميولي للحرية ربما جعلني أعشق المسرح من خلال مقابلة الجمهور مباشرة دون حواجز وحتى الرقابة تكون غائبة على النصوص، ما جعلني أمشي في هذا الطريق. @ كيف هو حال المسرح في أم البواقي في ظل الصعوبات التي تجدها مختلف المسارح الجهوية لتجسيد برامجها؟ @@ لقد تمّ إنشاء المسرح الجهوي بأم البواقي في 2009، حيث تم تنصيب المدير وتم تعيين سكرتيرة في مكتب بدار الثقافة وبالرغم من نقص الامكانيات المادية والبشرية إلا أن عزيمة المدير كانت قوية وفتح لنا الباب للبروز وأذكر أن أول مسرحية كانت في 2010، حملت عنوان ''البصيص'' تقمصت فيها دور الدرويش، كما أنتج مسرح أم البواقي العديد من المسرحيات مثل ''الحب حتى الموت''، ''نار ونور'' و''سهرة في باريس'' وكانت كلها في اطار الاحتفالات بالخميسينية. وبالمقابل الحركية المسرحية والفنية بأم البواقي تعرف انتعاشا ملحوظا من خلال جمعيات ''الياسمين'' وجمعية الأصالة والثقافة وجمعية ''ماكوماداس'' في انتظار استقطاب مبدعين جدد. @ كيف تقيم تجربتك في التمثيل من خلال المسلسلات التلفزيونية؟ @@ لقد خضت تجربة في التمثيل من خلال المشاركة في مسلسل تلفزيوني ''الوجه الآخر'' مع البطلة جميلة عراس وتمّ عرضه في ''الشروق تي في'' سنة 2012. كما أنهيت المشاركة في مسلسل حول تاريخ الجزائر للمخرج السوري هيثم الزرزوري، أين تمّ تصويره ببسكرة، وأعتبر هذه التجربة مفيدة في مساري الفني وهو ما دفعني لقبول عروض مستقبلية مع جميلة عراس، وكذا المشاركة في مسلسل بالشاوية سيعرض على القناة الرابعة. @ كيف ترى تأثير فتح السمعي البصري على الإنتاج الدرامي والمسرحي؟ @@ إن فتح المجال السمعي البصري سيكون مفيدا من أجل تطوير وتكثيف الإنتاج الدرامي والتلفزيوني من خلال تخصيص مساحات لمختلف الفنون والإبداعات التي لم تكن تجد مساحات للعرض. وأنا متفائل بالقنوات الخاصة التي ستكمل القنوات العامة لأن الإعلام السمعي البصري في الجزائر يقدم برامج محترمة بالمقارنة مع الفضائيات الأخرى. ولكن نطالب كفنانين بالإفراج عن قانون الفنان الذي سيمنح قوة إضافية للإنتاج والإبداع وعدم انتظار تمويل الوصايا لمختلف البرامج فالضغط كبير على الوزارة والقانون قد يفرج عن هيئات أخرى بإمكانها استقطاب مختلف المشاريع الخاصة بالصناعات الثقافية. وننتظر مشاريع انجاز لجنة وطنية لمنح بطاقة الفنان، حيث سيتم تطهير الساحة من الطفيليين ومنه منح الدعم لمنح يستحق. @ كيف تقيّم العروض الدرامية في شهر رمضان على القنوات الوطنية؟ @@ إن العروض في شهر رمضان متنوعة وعائلية، ما يهمني بالدرجة الأولى مشاهدة مختلف المضامين مع العائلة بينما التقييم سيكون وفقا للعديد من التحولات. فما يعرض حاليا هو انعكاس لما هو سائد في المجتمع ومختلف المجالات وبالتالي لا يمكن مقارنة وقت ''أعصاب وأوتار'' بما يعرض حاليا وهذا مع التأكيد بأن ذلك الزمان كانت تنقص فيه الإمكانيات ولكن الفنان كان يضحي من اجل تقديم الأحسن. ويبقى لتطوير مضامين العروض هو انتقاء العروض الأحسن من خلال الجدية والابتعاد عن الذاتية والولاء الزائف .