استأنف مطار الجزائر الدولي، رحلاته الدولية من وإلى الجزائر بعد ساعتين من تعليق الخدمة بسبب حريق شب مساء الاثنين في برج المراقبة، وبدت الحركة داخل وخارج محيط المطار بالأمس بأكثر من عادية، حيث استمرت حركة دخول وخروج المسافرين سواء المحليين أو الأجانب دون انقطاع، بالمقابل اتخذ مسؤولو مؤسسة تسيير الخدمات وهياكل مطار هوراي بومدين الدولي جميع الإجراءات لضمان حماية التجهيزات والهياكل، والمسافرين على حد السواء. لم يكن الوضع العام بمحيط مطار الجزائر الدولي هواري بومدين، أمس يوحي بوجود أي «خطورة» مثلما حاولت بعض وسائل الإعلام الترويج له في أخبار عاجلة حول حريق قيل في بداية الأمر أنه شب في برج المراقبة، وقدمت الخبر وكأن الحريق ضخم أكل الأخضر واليابس، واستدعى توقيف الملاحة الجوية وإخلاء المطار من كل المسافرين. وبدت الحركة في محيط المطار وداخله، بأكثر من عادية، مسافرون مغادرون وآخرون قادمون من مختلف الوجهات باتجاه الجزائر، وظهر الموظفون كل في مكانه يسعى لتقديم خدمة لائقة بكل الزبائن، في حين تم إشهار جميع الرحلات المبرمجة في اللوحات الإلكترونية ما يعني أن حركة الملاحة الجوية لم تتأثر بالحادث لمدة طويلة مثلما كان يتوقع. وقد أكد الرئيس المدير العام لمؤسسة تسيير الخدمات وهياكل مطار هوراي بومدين الدولي الطاهر علاش في تصريح «الشعب»، أن تعليق الخدمة بمطار الجزائر استمر لمدة ساعتين، من الساعة السادسة والنصف مساء إلى الثامنة والنصف ليلا، لتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي بعد سيطرة مصالح الحماية المدنية على الحريق، حيث تم استقبال جميع المسافرين القادمين ضمن رحلات متفرقة بعد هذا التوقيت. وذكر علاش أنه تم تضخيم الحادث، ربما بسبب «الدخان الكثيف» الناتج عن احتراق مكيف الهواء، والذي أوحى لمن كان خارج البرج أنه أتى على المكان كله، في حين أن الأمر لم يتعد احتراق مكيفين هوائيين. وعن نتائج التحقيقات الأولية حول الحادث، أوضح ذات المسؤول الذي استقبلنا في مكتبه، أن الحريق اندلع بسبب شرارة كهربائية في أحد مكيفات الهواء بقاعة معدات تقنية توجد أسفل برج المراقبة وليس ببرج المراقبة كما قيل، وهو ما جعلنا نتخذ قرار «سلمي» بتوقيف النشاط بالبرج تفاديا لأي طارئ، كما تم بعد وقوع هذا الحريق تأجيل استقبال الرحلات المبرمجة في تلك الفترة، و توجيه الرحلات التي كانت قادمة إلى مطار وهران. وأردف مدير مؤسسة تسيير مطارات الجزائر قائلا أنه «تم الاستعانة خلال هذه الفترة ببرج مراقبة متنقل لتسيير الرحلات التي لم يتم تحويلها». وأشاد علاش باحترافية المراقبين الذين كانوا في البرج، حيث سمح تدخلهم السريع بتوقيف كل التجهيزات التي يحتويها البرج لحمايتها من التلف قبل قدوم مصالح الحماية المدنية. وبخصوص مصير المسافرين الذين حولت رحلاتهم أو التي ألغيت قال علاش أن شركات الطيران تكفلت بجميع زبائنها، سواء الذين وجهوا إلى ولاية وهران حيث تم التكفل بإيوائهم وإعادة نقلهم إلى العاصمة، أما الذين ألغيت رحلاتهم ويتعلق الأمر بثلاث رحلات كانت متوجهة إلى كل من مارسيليا وباريس، وليون فقد فضل البعض العودة إلى منازلهم، وتكفلت شركات الطيران بالبعض الآخر بإيوائهم في الفنادق. من جهة أخرى، كشف الرئيس المدير العام لمطار الجزائر الدولي، أن هذا الأخير عرف في السنوات الأخيرة ارتفاعا في حركة تنقل المسافرين، حيث سجل خلال الفترة الممتدة من جانفي 2013 إلى جوان من نفس السنة زيادة بنسبة 13 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية التي عرفت تنقل 5 ملايين و100 ألف مسافر بزيادة 13,86 بالمائة عن سنة 2011. وتوقع ذات المسؤول، أن يشهد مطار الجزائر الدولي تنقل عدد كبير من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج في الأسبوع الأخير من شهر رمضان وكذا شهر أوت الداخل، حيث يفضل أغلب الجزائريين المقيمين في الخارج قضاء فترة العيد وعطلتها السنوية مع العائلة في الجزائر. وأكد علاش، أن مصالحه تبقى ساهرة لضمان خدمة نوعية لجميع المسافرين، وذلك من خلال توفير كل الإمكانيات الإضافية وتقليص مدة الاستقبال على مستوى مختلف الشبابيك، مذكرا في هذا السياق ببرنامج توسيع مطار الجزائر الدولي والذي يرمي إلى الرفع من قدرات استقبال المسافرين إلى 10 ملايين مسافر سنويا.