أكدت بورملة خديجة المكلفة بتسيير متحف المجاهد لولاية معسكر أن المؤرخين لم يتطرقوا إلى دور المرأة في الذكرى المزدوجة المصادفة لتاريخ ال20 أوت، معتبرة أن ذلك لم يسقط إسهاماتها الكبيرة ولم يقلل من مشاركتها المحورية في ثورة التحرير المجيدة، كاشفة أن عدد شهيدات الولاية قدر ب47 شهيدة سقطن حتى تعيش الجزائر حرة مستقلة. ❊ الشعب: كيف وجدت نفسك على رأس متحف المجاهد رغم أنك شابة، أيمكن أن تحدثينا عن خصوصيات هذه التجربة؟ - بورملة خديجة : تحصلت على شهادة الليسانس في التاريخ سنة 2004 هذا ما أهلني للالتحاق بمصلحة التراث التاريخي والثقافي بمديرية المجاهدين بعد التسجيل في مكتب التشغيل الولائي، وكانت ذات المصلحة تهتم بتاريخ الجزائر من سنة 1832 إلى جانب حقبة ثورة التحرير، وسعت المصلحة في المحافظة على التراث التاريخي، حيث عكفت على تنظيم المعارض التاريخية والندوات على مستوى المؤسسات التربوية والثقافية. وعندما تم فتح متحف المجاهد سنة 2007 تم تحويل تلك النشاطات نحو المتحف، وصار يجذب الطلبة والتلاميذ لأنه يسهر على إحياء الأحداث التاريخية لتظل راسخة في نفوس الأجيال. ❊الشعب:أيمكن الوقوف على النشاط الذي تسهرين على تجسيده للاحتفاء بالأحداث المزدوجة لذكرى 20 أوت؟ - بورملة خديجة: لدينا على مستوى المتحف نشاطات شهرية يسهر الفريق على تجسيدها، ففي كل مناسبة تاريخية، نستذكر الأحداث وبطولات الشهداء والمجاهدين عبر الندوات والمعارض، ولدينا معرضين تاريخيين، الأول ننظمه على مستوى بهو المتحف وخصصناه لإحياء ذكرى الهجوم على الشمال القسنطيني، ويتضمن الصور والرسومات والجداول وكذا الخرائط والثاني يحفظ ذكرى مؤتمر الصومام عبر الصور كذلك. ❊الشعب:بما أن الجزائر تحيي الذكرى المزدوجة وتستذكرالمحطة الحاسمة في عمر ثورة التحرير المجيدة التي يخلدها تاريخ ال20 أوت، كيف يستحضر المؤرخون والمجاهدون مشاركة المرأة؟ -بورملة خديجة: المؤرخون لم يتحدثوا عن دور المرأة في مؤتمر الصومام وكذا في الهجومات على الشمال القسنطيني، وسلطوا الضوء على دور الرجال، لكن لا يخفى على أحد أن المرأة لعبت دورا محوريا وكانت جنبا إلى جنب الرجل في تلك الأحداث الحاسمة في ثورتنا المجيدة، ولم يقتصر دورها في تحضير الطعام وخياطة الألبسة والأعلام بل حملت السلاح وشاركت في العمليات الفدائية وقامت بعلاج المرضى وربطت الاتصالات السرية وفجرت القنابل وغامرت في عبور المناطق المحرمة، واليوم الوطني للمجاهد المتزامن مع تاريخ ال20 أوت لا يعني أنه يوما للمجاهد وحده بل للمجاهدة كذلك. ❊الشعب:ما هو عدد الشهيدات اللائي خضبت دمائهن تراب ولاية معسكر ؟ - بورملة خديجة:سقطت 47 شهيدة من ولاية معسكر، وأشير إلى أنه صدر كتاب ويتمثل في السجل الذهبي لشهداء معسكر عن مديرية المجاهدين بالتنسيق مع منظمة المجاهدين لولاية معسكر. ولدينا جداول إحصائية لشهداء وشهيدات ولاية معسكر، ولا يخفى على أحد أن المرأة كانت في قلب المعركة ومتواجدة في جميع المواقع. ❊الشعب:ماذا قدمت لك تجربة تسيير المتحف؟ -بورملة خديجة: دراستي الأكاديمية للتاريخ مكنتني الإطلاع عليه من الجانب النظري فقط، لكن تجربة المتحف، سمحت لي الاحتكاك بالمجاهدين وتلمس نبض الثورة والإطلاع عن قرب على تفاصيل الكثير من الأحداث، لأن الجيل الحالي بعيد عن الثورة، لكن فرصة الاحتكاك بالمجاهدين من شأنها أن تقرب منهم إنجازات أبطال الأمس، الذين حرروا الوطن واستعادوا له الكرامة والسيادة. ❊الشعب: قبل أن نفترق.. ما هي أهم مشاريعك التاريخية؟ - بورملة خديجة:لدينا طموح على مستوى المتحف لجمع وتسجيل أكبر قدر من شهادات المجاهدين الحية، على اعتبار أن عدد من صنعوا ثورة التحرير يتناقص بشكل محسوس، إلى جانب أن المجاهدين سيؤسسون مجلسا يتشكل من المجاهدين والمؤرخين لحفظ أكبر قدر من الشهادات.