شهدت دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو مؤخرا تكريم الشاعر محمد بن حنفي، أحد أعمدة الشعر الأمازيغي الذين ساهموا بقوة في تحريك الساحة الفنية القبائلية، الوقفة التكريمية شهدت حضور أصدقاء الشاعر وزملائه من قدامى المنشطين في القناة الوطنية الثانية الناطقة بالأمازيغية، وكذا الفنانين الذين تغنوا بكلمات بن حنفي. الوقفة التكريمية هي عرفان لما قدمه كبار الفنانين والشعراء أمثال محمد بن حنفي الذي ساهم في إثراء التراث الأمازيغي، كما أن المناسبة فرصة سانحة لجمهور ولاية تيزي وزو التعرف عن قرب على هذا الوجه المسرحي والإذاعي والشاعر، من خلال معرض للصور، وتنظيم ندوات ومحاضرات وتقديم شهادات حول شخصية الرجل بمقر دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو. التكريم حضره الكثير من أصدقاء الفقيد ومن عرفوه لتقديم شهاداتهم بخصوص محمد آيت الطاهر، الاسم الحقيقي لبن حنفي، وهو من الأوائل الذين عملوا في الإذاعة الوطنية 02 الناطقة بالأمازيغية، حيث ساهم بشكل كبير في التعريف بالهوية الأمازيغية من خلال تقديمه لحصص وسهره على انتقاء المواهب الشابة، فكان وراء ظهور موجة كبيرة من الفنانين والمسرحيين بالإذاعة الوطنية، وتأسيس فرقة الكورال. الشاعر بن حنفي وافته المنية في مارس 2012، حيث ارتأى أصدقائه حينها على تكريمه في سبتمبر، كما صرحوا به في ندوة صحفية نشطوها بنفدق «لالا خديجة» بتيزي وزو. وافتتح التكريم بمعرض يضم وثائق وصور جمعها المؤرشف سامي من مختلف الصحف الوطنية. كما عرفت التظاهرة وضع إكليل من الزهور على ضريح بن حنفي بمسقط رأسه «باث سيدي عثمان» التابعة «لأث واسيف». وتم بالمناسبة تنظيم محاضرة حول حياة ومسيرة بن حنفي في الحقل الإعلامي والثقافي، نشطها الأستاذ والباحث سعيد شماخ وبوعلام رابيا. أما اليوم الثاني من التكريم فقد شهد عرض قصائد مسجلة للراحل، وحفل موسيقي نشطه فنانون من المنطقة. بن حنفي قدم الكثير من القصائد لكبار فناني الأغنية القبائلية على غرار إيدير، مولود حبيب، شابحة وعثماني... وغيرهم.. ولد سنة 1927 بسيدي عثمان بأعالي جبال جرجرة بآث واسيف، لتوافيه المنية مارس 2012 عن عمر ناهز 85 سنة. في نوفمبر 1954 التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني، وعُين مسؤولا على المنطقة الثانية بتيارت، ليدخل إلى العاصمة مباشرة بعد الاستقلال ويعمل عبر أمواج الأثير في حصة «لقلام اجديد» مع محمد حلمي وأحمد إيمان، ثم يقدم حصة للأطفال بعنوان «تيبحيرين ذجيقين ذوامان ايسماضان، ايسفرحان أراش ايمشطوحان» بمعنى «الحدائق، الزهور، والمياه العذبة تفرح الأطفال»، وسنة 1997، بن حنفي يترك الإذاعة الوطنية ويعود 2001 لينشط حصة «غاف ايري الكانون» بمعنى «على حافة الموقد».