كرم بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو الفنان الراحل عميد الأغنية القبائلية " سليمان عازم"، و و قد استهل الافتتاح الذي كان بحضور وجوه فنية و مسؤولين محليين بمعرض يضم صورا وكتبا تناولت حياة ومسيرة الفنان الراحل سليمان عازم. و كما كان الافتتاح فرصة لعرض محاضرة من طرف الأستاذ عبد النور عبد السلام حملت موضوع لرسالة الحضارية لاغاني سليمان عازم أين أكد المحاضر في كلمته على أن أغاني الفنان دخلت مسامع المواطنين و سكان منطقة القبائل عن طريق القناة الثانية للإذاعة و قد تناولت أغانيه مختلف المواضيع ألقيت بطرق فكاهية كأغنية "دبزة و دمغ " و انا مير و آنت مير " إلى غيرها من الأغاني التي تضمنت مواضيعها العلاقة الوطيدة بين المواطنين الجزائريين ،و عن انطلاق المشوار الفني للراحل أشار ذات المتحدث انه بداء من ديار الغربة من فرنسا التي كانت في السابق جد بعيدة عن الجزائر و يتطلب السفر عناء كبير و يشعر المواطن الجزائري بغربة كبيرة جدا في فرنسا ، مع العلم أن معظم سكان منطقة القبائل آنذاك هاجروا إلى فرنسا لشدة قساوة الحياة بالمنطقة القبائل ،كما أوضح عبد النور عبد السلام في سياق حديثه أن أغاني المطرب جاءت على لسان الحيوانات و ذلك نظرا لرسالته العالمية فالحيوانات هي نفسها في بقاع العالم و يمكن ترجمة كلماته بكل اللغات و يمكن فهمها ،مؤكدا أن سليمان عازم هو اول فنان غنى و ألقى خطاب سياسي في مضمون أغانيه كأغنية "أنا و ياك احمد" و التي تكلم فيها بصريح العبارة عن بن بلة موضحا في سياق كلامه عن معالجة القضايا العالمية من طرف عميد الأغنية القبائلية آنذاك فتكلم عن الحرب الباردة وفراق العالم إلى اثنين فكان أول من تكلم عن القضايا العالمية إلى جانب ذلك فكان الافتتاح فرصة لكل محمد حلمي و كريم ابرانيس التكلم عن حياة وسيرة الفنان بشهاداتهم الحية حيث عايشو و تعرفو على المرحوم مؤكدين في كلماتهم عن العطاء الكبير الذي قدمه سليمان عازم للغة الأمازيغية و الأغنية القبائلية . و للتذكير فان الوقفة التكريمية ستمتد ليومين متتاليين تتخلله محاضرات اخرى من تقديم كل من رشيد مختاري بعنوان "الغربة مكان لكسب الذات" و كذا افلام وثائقية حول السيرة الذاتية لسليمان عازم، من إنتاج نوردين شنود ورشيد ميرابط بعنوان "سليمان عازم رمز الأسطورة اللغوي" على أن يسدل الستار على التكريم بإحياء حفل فني كبير . يذكر أن سليمان عازم المولود ب 19 سبتمبر 1918 بضواحي واضية بتيزي وزو، ترك قريته واتجه إلى مدينة زرالدة للعمل، وفي 1937 غادر التراب الوطني نحو فرنسا، حيث اشتغل كمساعد كهربائي بالسكة الحديدية، وبعد سنوات من العمل الإجباري المفروض من طرف النازيين الألمان، عمل مسيرا لمقهى بباريس، وبدأ بذلك الفنان ينغمس في دوامة المنفى واصدر أول أغنية له بعنوان ''اموح اموح'' الموجهة خصصا للمغتربين، كما غنى عن الاحتلال الفرنسي للجزائر في أغنية ''افاغ ايجراذ ثامورثيو'' وغيرها. حيث اعتمد بشكل كبير على أشعار سي محند اومحند التي عرت الواقع المعاش، كما أنتج ما لا يقل عن 400 أغنية أغلبها تجسد معاناة المغتربين و هم في المهجر، وحنينهم لزيارة أرض الأجداد. وكان الراحل قد استقر مع بداية الأربعينيات في فرنسا، أين التقى بكبار الشعراء عالميا، كما اشتهر بأغانيه "أموح أموح" و"آمادام" التي تجسد الحنين إلى معانقة الوطن الأم، قبل أن توافيه المنية يوم 28 جانفي 1983 بباريس.