تم، أمس، تنصيب الشاعر سليمان جوادي على رأس المرصد الجزائري للفنان، خلفا للممثل القدير حكيم دكار، بحضور مجموعة كبيرة من الفنانين الجزائريين وضيوف شرف من بلدان عربية. وقد أكد الأمين العام لأكاديمية المجتمع المدني، أحمد شنة، على تضافر جهود الأسرة الفنية إلحاق المرصد الجزائري للفنان بركب اتحاد الفنانين العرب، متأسفا في هذا الصدد الى تاخر انشاء مؤسسة وهيئة تأوي المبدعين الذين يدافعون عن تراثهم وثقافتهم وهويتهم باستماتة، هذا الصرح الثقافي الذي جاء بعد خمسين سنة من الاستقلال. كما بشر شنة الفنانين خيرا، ويتعلق الامر بمقر لائق وراق يليق بهم كأهل ابداع ووعي وحضارة سيستفيد منه مرصدهم الجزائري، قائلا «الديمقراطية في ابهى صورها لا تكون الا في الفن والثقافة، فصراحة الفن صانع الوعي والحضارة». ومن جهته فقد ثمن حكيم دكار، الذي احيل الى الامانة العامة للفنون والآداب بأكاديمية المجتمع المدني، الدور الكبير الذي يلعبه الفنان، مؤكدا أنه كان في كثير من الأحيان سباقا في توجيه الرأي وتنوير العامة عن السياسيين وأصحاب القرارات، الا ان التعامل يبنى على الهيئات والمؤسسة، الشيء الذي جعل الفنان في مأمن مع خلق المرصد، قائلا وبأسلوب مرح «انقلاب ابيض وبالرضى شنه جوادي علي، فسليمان هادئ بطبعه لكنه ثائر في عمله». أما الشاعر الكبير وصديق الفنانين سليمان جوادي، فقد رد بداية عن أولئك الذين شنوا عليه حملة معارضة عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي بخصوص علاقته كشاعر مع الفن، حيث اكد على ضرورة عدم تجاهل تخرجه من مدرسة الفنون الدرامية ببرج الكيفان، ومساهمته في بناء الأغنية الجزائرية، المسرح، والأوبيرات من خلال الكلمات التي حملتها نصوصها. كما رأى جوادي أن الوقت حان لالتفاف جهود الفنانين، حيث ان الفرصة فرصتهم مع المرصد، مثمنا في هذا الشأن الجهود التي تبذلها السلطة الجزائرية، التي قال عنها انها أكثر حرصا على أن يكون الفنانون يدا واحدة، مستدلا في هذا الشأن بما حاولت به الأمانة العامة لجبهة التحرير في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، حيث سعت الى لم شتات الفنانين في المسرح، الغناء والسينما إلا أن الجهود باءت بالفشل، قائلا «من المفروض ان يكون العكس فعلى الفنانين أن يبحثوا عن هيئة تجمعهم، ومن المحتمل أن تعارضهم الجهات الوصية إلا أن هذا الشيء لم يحدث في بلدنا».