غاص مصطفى لجنف الرائد المتقاعد بالجيش الوطني الشعبي من منبر «ضيف الشعب» في تاريخ هذه المؤسسة التي تعد بحق ركيزة الدولة الجزائرية ومقوماتها على الإطلاق مقدما رؤية إستراتيجية للتطورات المتلاحقة مجيبا على كيفية مواجهة تداعيات الأخطار والتهديدات. وقال الرائد لجنف أمس أن جيش التحرير الذي يعد الجيش الوطني الشعبي سليله وضع بداية الاستقلال أسس الدولة الجزائرية باعتراف المختصين والمحللين. وقال الضابط السامي الذي تولى مهام تسيير مجلة «الجيش» في مراحل سابقة أن الجيش الوطني الشعبي استمد هذه الميزة من روح المقاومات الشعبية والمنظمة والحركة الوطنية التي صبت في اتجاه واحد: استعادة السيادة الوطنية مهما كان الثمن. وذكر الرائد لجنف في ذات المنبر عشية الاحتفائية بثورة أول نوفمبر المجيدة بمقولة تحمل دلالات ومضامين: «إذا كانت الشعوب تبني دولها فان الجيش الجزائري هو الذي بنى دولته». من هذه الزاوية يفهم لماذا تتمادى الحملات لاستهداف الجيش الوطني الشعبي ومحاولة النيل منه بشكل او بآخر تارة عبر بيانات مغرضة وتارة أخرى كتابات وتعاليق صحفية مثلما جرى مؤخرا. وضعها الرائد لجنف في حملات انتخابية قبل الأوان مستغلة الأطراف المحركة لها الظرف التي تمر به الجزائر للخروج إلى الميدان والصعود إلى السطح. وذهب الرائد المتقاعد لجنف إلى الأبعد في تفسيره لهذه الحملات المغرضة التي توجه سهامها إلى مؤسسة حررت البلاد وساهمت في بنائها وترقيتها وأبقت الجمهورية واقفة طيلة العشرية السوداء. ولم يستبعد المحلل العسكري لجنف «دور الطابور الخامس في كل هذا الاهتراء ولفظه سموم عبر أقلام جزائرية. فهذا الطابور الذي لم يهضم استقلال الجزائر ويرى في ضياعها فقدانا لالدورادو لا يعوض ما زال ينشط ويدفع بالأقلام لقول ما يريده وما يبغيه.» وأعطى الرائد لجنف أمثلة كثيرة عن مراحل وجهت حملات مسعورة للجيش الوطني الشعبي وكيف كانت تفشل في كل مرة بحكم طبيعة هذه المؤسسة التي ولدت من رحم الثورة ولها جذور شعبية وانتماء وطني لا يزعزع. وقال الرائد في هذا المقام:» ان هؤلاء الذين يحاولون التطاول على الجيش يحملون بذور الفناء في أنفسهم لان الجيش الوطني الشعبي لا يتأثر بهذه الزوابع العابرة كونه مرتبط بالدولة مربط الأرضية عكس النظام السياسي والاقتصادي الذي هو عرضي.» فديمومة الدولة الجزائرية وتطورها يلعب فيها الجيش الوطني الشعبي الدور الأساسي لا يمكن لأحد شطبه من المعادلة الوطنية. من هذه الزاوية تقدم التحاليل ويفهم لماذا تتحطم الحملات المغرضة والتهجمات على الجيش الوطني الشعبي الذي بنى الدولة الجزائرية ومؤسساتها غداة الاستقلال وظل يسير على هذا الدرب متسلحا بقيم نوفمبر ورسالة من فجروا الثورة التي غيرت مجرى التاريخ وأسمعت صوت المستضعفين في مختلف أنحاء المعمورة بمرافعتها لمبدأ حق تقرير مصير الشعوب.