ندوات فكرية متنوعة، وفضاءات تثري صالون الكتاب صنع المعرض الدولي للكتاب في طبعته ال18 التميز، من خلال المشاركة القوية لدور النشر الجزائرية العربية والأوروبية، فضلا عن الحضور الكبير لكبار الشخصيات الأدبية والسياسية، التي أولت أهمية كبرى للمعرض من خلال زياراتها المتعددة له، وتنظيم ندوات فكرية وأدبية قيمة ساهمت في إثرائها أسماء لامعة. عرف المعرض الدولي للكتاب ارتفاعا مميزا لدور النشر المشاركة في التظاهرة الثقافية، بنسبة 22 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، حيث مثلت الجزائر 260 دار نشر، وأكثر من 900 عارض من 44 دولة من القارات الأربعة، وما هو إلا دليل على المكانة التي أصبح يحتلها المعرض الدولي للكتاب في مختلف الدول العربية، وهو ما أكده العارضون بأن الصالون من أكبر التظاهرات الثقافية في الوطن العربي، والذي أصبح يتسابق إليه كبار دور النشر العربية والأجنبية، حيث سجلت الجزائر مشاركة جمهورية الصين الشعبية لأول مرة، فضلا عن مشاركة بعثة الاتحاد الأوروبي، والتي تدخل في إطار المشاريع الثقافية والأدبية في الجزائر، على غرار اللقاءات الأوروبية الجزائرية للكتاب. زوار يستقبلون بوحيرد وبيطاط بالزغاريد إلى جانب ذلك صنع المعرض الدولي للكتاب التميز من خلال الحضور الكبير لشخصيات سياسية وأدبية، سواء من خلال زيارتها للصالون، أو بتنشيطها لندوات فكرية، أو بيع بالإهداء لأخر إصداراتها. جميلة بوحيرد واحدة من الأسماء النضالية والتاريخية، التي أولت زيارة للمعرض، حيث كان لحضورها وقع الصدى لدى زوار قصر المعارض بالصنوبر البحري، الذين التفوا حولها بكثرة، محدثين تجمعا منقطع النظير، كما تعالت الزغاريد من قبل بعض النسوة، تعبيرا عن امتنانهم لتضحيات واحدة من بطلات الثورة التحريرية الكبرى، وهو نفس الموقف الذي شهده حضور المناضلة زهرة ظريف بطاط لدى توقيعها لكتابها «مذكرات مناضلة»، حيث لم يتوان الزوار في الالتفاف حولها. أسما عديدة أخرى حلت ضيفة على صالون الكتاب، من بينهم ياسمينة خضرة الذي أحدث الاستثناء بروايته «الملائكة تموت بجراحنا»، وشكلت روايته طابورا لم يشهد له المعرض مثيلا، فضلا عن زيارات أحلام مستغانمي، أمين الزاوي، واسيني الأعرج، ربيعة جلطي، زينب الأعوج والذين شاركوا في إثراء الندوات التي نظمها المعرض، فضلا عن حضور مميز لكتاب من مختلف الدول العربية والأجنبية. في انتظار الطبعة ال19 ندوات فكرية قيمة شهدها المعرض الدولي للكتاب، والتي أثرتها أسماء أدبية لامعة من مختلف الدول العربية والأجنبية، من بينها «إفريقيا في الأدب والفنون»، وهو موضوع مرتبط بعالم البحث والنشر، حيث ناقش الرهانات الثقافية والجيوستراتيجية، ووضح أن التعابير للقارة هي وسيلة مثالية لاكتشاف وتعريف حركات القارة الداخلية وتناقضاتها وميولاتها. إلى جانب ندوات أخرى حول «الحكومة الجديدة للعالم»، و»عين على راهن العالم العربي»، طاولة مستديرة يتمحور موضوعها حول «الإمبراطورية الحديثة». كما تميز الصالون بتخصيص فضاءات متنوعة من بينها فضاء «آداب» الذي قدم مواعيد مع كتاب الجزائر والعالم، ومحاضرات لمتخصصين وناقدين أدبيين، ناهيك عن مواعيد مع كتاب الجزائر والعالم. أما فضاء روح «الباناف»، فقد كان بدوره في الموعد، حيث خصص برنامجا غنيا وحركيا، وجلسات متنوعة من بينها «خيار الكاتب» يقدم من خلالها كاتب واحد أو أكثر كاتبا آخرا ويثمنه، وأيضا جلسة بعنوان «مسارات» والتي تهتم بالمسار الأدبي والوجودي للكتاب. أما فضاء «جديد الكتب» فقد اهتم بآخر الإصدارات للسنة الجارية، حيث سمح لزوار «سيلا» بالاطلاع على العناوين الجديدة ولقاء مؤلفيها، فضلا عن إعطاء فكرة عامة عن اتجاهات النشر الجديدة وإعطاء الكلمة لكتاب متمرسين، نشروا أعمالا لهم خلال هذه السنة، وذلك لتثمين الإصدارات الجديدة، حيث استضاف هذا الفضاء كل من مراد بوكرزازة، ربيعة جلطي، ياسمينة خضرة، محمد ساري، الخير شوار، ويليام سبورتيس، آمين الزاوي وآخرون. وشهد فضاء «التاريخ، أحداث» ندوات تكريمية لشخصيات رحلت حديثا من بينهم هنري علاق، زهور زراري، مصطفى تومي، فضلا عن لقاءات بينت مسيرات شخصية وحقب تاريخية وأدبية وفنية. وتبقى هذه نبذة فقط عن التظاهرة الثقافية للمعرض الدولي للكتاب في طبعته ال18، والذي كان ثريا بشهادات سابقة ل»الشعب» من طرف ناشرين، أدباء وزوار المعرض، في انتظار الطبعة التاسعة عشر.