يبقى رهان الجزائر للرفع من سقف نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قائما، ويتدعم بشكل تدريجي بفضل البرامج والتسهيلات القائمة والمشاتل ومراكز التسهيلات التي تفتح أبوابها للشباب الحامل للمشاريع، في ظل استقرار عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في حدود 740 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة، ومازال هذا الرقم حسب ما أكده براهيتي عموري المدير العام للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، يحتاج إلى مواصلة الجهود لرفعه لتكثيف النسيج المؤسساتي، علما أنه يمثل 20 مؤسسة لكل 1000 ساكن، وفي بعض الولايات يسجل أقل من 10 مؤسسات لكل 1000 ساكن، رغم أن المعايير الدولية تشير إلى ضرورة توفير 60 مؤسسة لنفس العدد من السكان. في ظل الحركية المحسوسة لتشجيع أكبر قدر من الشباب الراغبين في استحداث مؤسساتهم، والاندماج ضمن الأسبوع الدولي للشراكة الذي نظم خلال الأيام القليلة الفارطة، تحذو وزارة التنمية الصناعية وترقية الاستثمار إرادة محسوسة، لمرافقة الشباب في أفكارهم وتشجيعهم على التطلع لخلق مؤسساتهم الخاصة لتفعيل الأداء المؤسساتي، وترقية الإنتاج الوطني، وتحدث المدير العام للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بذات الوزارة عن استقبال ما لا يقل عن 6000 ملف لحاملي المشاريع، حيث تم قبول للتأطير نحو 3000 مشروع مؤسسة مصغرة قابلة للتجسيد على أرض الواقع، خلال الأسبوع الدولي للشراكة الذي يمثل حسب متحدثنا خطوة فعلية، نحو إرساء عوامل إنتاج الثروة وامتصاص البطالة، والتقليص من حجم الاستيراد، ويتجه أصحاب المشاريع إلى اختيار بشكل لافت الاستثمار في كل من قطاع الفلاحة والصناعة والصيد البحري والخدمات. جرى في السابق الحديث عن ربط المؤسسة الصناعية بمراكز البحث وعلى وجه الخصوص، الجامعة من أجل بعث روح الابتكار للمنافسة في الأسواق الدولية، وفي هذا المقام كشف لنا براهيتي عموري عن مشروع استحداث نحو 5 مواقع للبحث وتمويل المشاريع كتجربة نموذجية في منطقة الجنوب، بهدف خلق جسر حقيقي لربط الجامعة والبحث بالمؤسسة، ووقف في سياق متصل على التواصل والتحادث مع وزارة التعليم العالي، وتمثلها في ذلك مديرية البحث من أجل ترقية الإطار الذي يختص بإجراء البحوث، في مجال الصناعة بالتنسيق مع المؤسسة، والسير نحو تأطير نشاطات البحث لكي توجه نحو المؤسسة للاستغلال. ويرتقب أن تجسد هذه المواقع عمليا وتبدأ في النشاط خلال السداسي الثاني من السنة المقبلة. وما تجدر إليه الإشارة فإن التقارب جاري مع وزارة التعليم العالي لبناء جسر مع الجامعة وتحقيق التقارب الفعلي مع المؤسسة من خلال ربط النشاط الأساسي للمؤسسة بمخابر البحث حتى يطور المنتوج عن طريق الأبحاث والتكنولوجيات الحديثة. ولم يخف براهيتي العمل الجاري على مستوى وزارة التنمية الصناعية وترقية الاستثمار، من أجل تنظيم نقاط التقاء للشباب المقاول، والتجربة بدايتها من غرداية على أن تطبق على العاصمة وكذا ولاية عنابة حتى يتقاطع الجميع في شبكة حقيقية من أجل التواصل والاحتكاك وتبادل الخبرات ليصب كل ذلك في الدينامكية الصناعية على مستوى الوطن وعبر جميع الولايات يشارك فيها الجميع بما فيها مراكز البحث والحاملين للمشاريع والبنوك وممثلي الإدارات المحلية والمجتمع المدني.. وما إلى غير ذلك، لاستحداث حظيرة صناعية لتطوير الإنتاج الوطني، على غرار الشبكة التي تم استحداثها بولاية وهران وتضم حاملي المشاريع. وشكل الأسبوع الدولي للشراكة، الذي عكفت وزارة التنمية الصناعية وترقية الاستثمار على المساهمة في تنظيمه فرصة جوهرية للاندماج في الدينامكية الدولية في خلق المؤسسة المصغرة وترسيخ ثقافة الشراكة. وبخصوص الوضع الراهن لتشجيع استحداث المؤسسات تطرق المدير براهيتي إلى توفير 15 مركزا للتسهيلات ونحو 11 مشتلة، والإرادة قائمة لتجسيد برامج مع الولايات لأن البرنامج القائم يتضمن فتح مشتلة ومركز للتسهيلات عبر كل ولاية من أجل مرافقة حاملي المشاريع وتكوينهم وتقديم لهم كل الدعم. ويذكر أن المشتلة ترافق المشروع لمدة 3 سنوات الأولى حتى يتم التحكم بحيوية في التسيير وكسب الخبرة الكافية للمنافسة الوطنية وكذا الدولية. وعقب تنظيم أسبوع الشراكة الدولية شهر نوفمبر الفارط، ينتظر الكثير من تلك التظاهرة التي ضمت حاملي المشاريع من أغلب ولايات الوطن وجمعت أفكارهم ورغباتهم وحدد على ضوء ذلك ورقة طريق، من أجل تطوير المشاريع المقاولاتية عبر جميع مناطق الوطن، وتقديم حتى شروحات من خلال الأبواب المفتوحة للتمويل والدعم من طرف آليات خلق المشاريع على غرار "الأنساج" والتخفيف من العراقيل التي تؤثر على أي دينامكية للمؤسسة الناشئة أو نمو أي مشروع.