تشهد مدينة غرداية هذه الأيام حالة من تأزم الوضع في مختلف الأحياء الكبرى للمدينة، نتيجة عدم تعليق قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية والإعانات وكذا توزيع التجزئات بعد حالة التأخر التي تشهدها الولاية. وشهد حي الثنية وحي المجاهدين وحي الحاج مسعود وبلغنم غلق للطرقات ما شل حركة المرور كاملة حتى مرضى القصور الكلوي، لم يتمكنوا من إجراء الحصص الطبية المتمثلة في تصفية الدم بمستشفى الدكتور ترشين ابراهيم بسيدي اعباز، بعدما أقدم العشرات من الشباب والكهول على غلق هذه الطرقات الرئيسية بالمتاريس والحجارة وإضرام النار في العجلات المطاطية التي شكلت سحبا سوداء فوق أحياء هذه المدينة. وقد تتابعت الحركة طيلة الأيام الثلاثة الماضية معبرين عن استياءهم من الوعود الكاذبة، يحدث هذا في وقت دخل فيه الوالي الجديد في اجتماعات ماراطونية، مشددا على تدخل المسؤولين المحليين بمن فيهم رؤساء البلديات والدوائر، من أجل تهدئة الوضع الذي يشهد انزلاقا خطيرا لأول مرة يتم فيها غلق الطرقات في العديد من الأحياء في وقت واحد وطيلة الأيام المتتالية. كما أعلن الإتحاد العام للتجار والحرفيين دخوله في إضراب مفتوح تلاه اعتصامات متتالية أمام الأسواق والطرقات بعد انتشار السرقة في عدة محلات وتخريب عدد منها مطالبا بتدخل مصالح الأمن التي قالوا أنها غائبة عن الميدان. وقد أكد الإتحاد أنه لن يتراجع عن قراراته، إلا بعد توفير الأمن نتيجة عمليات السرقة التي طالت هذه المحلات بوسط المدينة من طرف أطراف قالوا أنها معروفة ومختصة في تأجيج الوضع، وقد أكد عدد من المسؤولين أن قوائم المستفيدين التي تقدر ب 1500 وحدة سكنية مع 2000 تجزئة من ضمن 8000 تجزئة لمدينة غرداية لوحدها ستعلق قريبا على أقصى تقدير يومين، وهو ما يرتقبه سكان هذه الأحياء بشغف كبير مهددين بغلق الطرقات وشل جميع المدن إذا وقعت أي شكوك حول المستفيدين. كما دعا رئيس الدائرة ورئيس البلدية إلى احترام الوالي الجديد الذي نصب على رأس الولاية حتى يقوم بترتيب بيته كون أن مرحلته الأولى التي يقوم بها تشمل زيارة جميع البلديات والتعرف عليها والذي قام باكتشاف العديد من المشاكل والتأخر في إنجاز العشرات من المشاريع وكذا حالة الاحتقان البادية على وجوه المواطنين. وكشف عن تنسيق كبير بين وزارة السكن والعمران والولاية حول طريقة معالجة مشكل السكن بغرداية بعد إرسال وزارة السكن لمفتش عام للمدينة، في حين تنام المدينة على صفيح ساخن في انتظار ما ستسفر عنه هذه الاحتجاجات.