شهدت أسعار الحبوب الجافة والبقوليات في الفترة الأخيرة ارتفاعا خياليا، بحيث قفز البعض منها إلى أسعار قياسية فمن خلال الجولة التي قادت «الشعب» إلى بعض محلات بيع المواد الغذائية وقفنا على واقع الارتفاع الذي مسّ هذه المنتجات ذات الاستهلاك الواسع فوجدنا أن الارتفاع المسجل مسّ مادة الحمص الذي كان سعره يتراوح ما بين 210 و 220 دج، ليتجاوز 250 دج. في حين بلغت أسعار العدس والفاصولياء بأنواعها حدود 150 دج، بعدما كانت ما بين 110 دج و130 هذا فيما يخص الحبوب العادية، أما المعلبة وذات النوعيات المعروفة فقد عرفت بدورها ارتفاعا قياسيا تجاوز 100 دج بالنسبة للنوع، هذا مارصدته «الشعب» في جولة لأسواق عين تمونشنت بأقصى الغرب الجزائري. وخلّف هذا الوضع استياء لدى العائلات ذات الدخل المتوسط والمحدود التي وجدت نفسها أمام اختيارات صعبة ودفعت البعض منها إلى التفكير في الاستغناء عن هذه المواد، لأنها أصبحت تهدّد ميزانيتها المتواضعة سيما في ظل ارتفاع أسعار مختلف المنتجات والمواد الاستهلاكية والتي مسّت مختلف أنواع السلع بداية بالخضر والفواكه وصولا إلى اللحوم ليكون الدور على الحبوب الجافة والبقوليات بعد أن بلغت أسعار بعض الخضر حدود عجز المواطن فالكيلوغرام الواحد من مادة الطماطم الطازجة تجاوز 150 دج، وهو سعر قياسي مقارنة بالأسعار الموسمية لهذه المادة في السنوات السابقة. هذا الارتفاع الجنوني في أسعار الخضر و الفواكه والحبوب الجافة ترك استياء بالغا في نفوس المواطنين الأمر الذي لمسناه من خلال تعليقات بعضهم الذين أبدوا صدمة كبيرة من الأسعار الجديدة، إذ عبرت إحدى السيدات بقولها «إن هذا الارتفاع جعلها عاجزة عن اقتناء حاجيات عائلتها، مبينة أن الحبوب الجافة من أهم الأطباق التي يتم إعدادها في الوقت الذي عقب أحدهم قائلا انه سيقوم بالاستغناء عن المنتجات التي عرفت ارتفاعا كبيرا لأنه أصبح عاجزا عن اقتنائها في ظل الظروف الراهنة». من جهتهم التجار عبروا عن تذمرهم من الوضع الذي أثر سلبا على تجارتهم لأن القدرة الشرائية للمواطن لا تسمح له باقتناء المواد بأسعارها الجديدة حتى أن أحد التجار قرّر الاستغناء عن جلب مادة الحمص، لأن المواطنين يعزفون عن شرائها بعد أن بلغت حدودا قياسية وفي ذات السياق، أخبرنا مصطفى تاجر مواد غذائية أن الارتفاع الذي مسّ الحبوب الجافة وعلى الخصوص الحمص ليس ذا أهمية إذا بلغ سعر الطماطم الطازجة حدود 150 دج، وهي التي تعد من الخضر الأساسية على مستوى البيوت الجزائرية. وبخصوص سبب الارتفاع برّر تجار آخرون ذلك بالأوضاع المتدهورة مؤخرا في العالم العربي، حيث قال أحد الباعة إن الثورات العربية، أثرت في السوق العالمية، وجعلت مصدري الحبوب يوجهون سلعهم إلى الدول المتضررة من هذه الثورات، وهو ما تسبّب في ندرتها بالسوق المحلية وبالتالي ارتفاع أسعارها، مرجعين ذلك أساسا إلى أنهم يقومون بإقتنائها من أسواق الجملة بأثمان مرتفعة بالتالي، ذلك سينعكس على ثمن سعرها في التجزئة. لتنتقل عدوى الإرتفاع في الأسعار من منتج إلى آخر راهنة معها مصير المواطن البسيط الذي وجد في حيرة بين تقبلها أو الإستغناء عنها.