يعدّ مشكل تسيير النفايات من الانشغالات التي يواجهها المنتخبون المحليون اليوم في ظل التحدي الذي رفعه عبد القادر زوخ منذ توليه مهامه كواليا على عاصمة البلاد من أجل إعادة الوجه المشرف للجزائر البيضاء بعد أن طالها انعدام النظافة، نتيجة عدة عوامل ساهمت في تفاقمها من أهمها ظاهرة العمران والسلوكات غير الحضارية لبعض المواطنين، التي أصبحت السبب الرئيسي في إفراز النفايات بكميات هائلة. يحرص زوخ خلال زيارته الميدانية اليومية للعاصمة على تحسين وجه المدينة والقضاء على النفايات التي باتت تشوّه من صورتها الجمالية حيث نشاهده في كل مرة يوجه توبيخا لرؤساء البلديات للحالة التي آلت إليها مقطعاتهم الإدارية، ولتفادي مثل هذه الملاحظات، نشاهد يوميا حملات تنظيف واسعة على مستوى البلديات التي تطلع على زيارة الوالي بعد ما بات يبعث في نفوس المواطنين نوعا من الطمأنينة تجاه هذه الزيارات التي قد يتمكن من خلالها والي العاصمة من ضبط زمام تسيير البلديات وتوجيه المنتخبين المحليين بعد السلوكات التي باتت تطبعهم خاصة ما تعلق منها بالهروب من مسؤولياتهم الحقيقية. وتسعى من جانبها المصالح الولائية جاهدة لدراسة كافة الجوانب الواجب اتخاذها من أجل القضاء النهائي على النقاط السوداء والتي وصلت حسب إحصائيات مديرية البيئة إلى 2000 نقطة ما قد يشكل خطرا بيئيا كبيرا على سكان العاصمة، قد تنجم عنه أضرار صحية من خلال محاربة الانتشار العشوائي للنفايات التي تشوه المحيط ووضع حد لهذه السلوكات غير الحضرية. وقد برمجت الولاية في هذا الصدد، عدة مشاريع في طور الإنجاز حاليا على غرار أشغال إزالة المفارغ الفوضوية وتجهيز مواقع الجمع على مستوى ولاية الجزائر، ودراسة ومتابعة وإنجاز محطتين للأسمدة العضوية بغابة ميلودي بزرالدة وحوش بروسات المعالمة من ميزانية الولاية بمبلغ 200 مليون دينار. كشف زوخ عن عملية تحضير مشروع سيتم عرضه على الحكومة قريبا خاص بتزويد كل البلديات و630 عامل نظافة مدعمين بأجهزة حديثة وجاء هذا التصريح على خلفية جملة الانتقادات التي وجهها لرؤساء البلديات التي شملتها زيارته للحالة التي تشهدها مقاطعاتهم الإداريةوما يشوبها من أوساخ. وبهدف تحسين قدرات البلديات في عملية جمع ونقل النفايات المنزلية وإنجاح المخطط الجديد دائما، تم استحداث هيئة تنظيف لتسيير النفايات المنزلية بالبلدية، حيث أوكلت لهذه الأخيرة مهمة تنظيم عملية جمع ونقل النفايات وتسيير الرصد المادي والبشري الموجه لعمليات التنظيف وجمع القمامة والسهر على نظافة المدينة وترقية إطارها المعيشي. ويرمي هذا البرنامج إلى تحسين مستوى تنظيف المحيط وترقية المهارات المهنية من خلال رسكلة أعوان النظافة والرفع من قدراتهم المهنية بتلقينهم تقنيات عصرية في مجال جمع وعصرنة الأجهزة المستعملة في نظافة المحيط وجمع وفرز النفايات وجعل عون النظافة يساهم بجدية في عملية جمع وفرز النفايات. ولعل من بين الأهداف التي ترجو الولاية على مستوى كافة بلديات العاصمة تحقيقها في إطار القضاء على معضلة النفايات هو ترسيخ ثقافة رمي النفايات داخل الحاويات من قبل المواطنين، وهو ما تعمل عليه جاهدة بالتنسيق مع وزارة البيئة وتهيئة الإقليم هذه الأخيرة التي كانت قد أطلقت مشروع رسكلة النفايات نهاية العام المنقضي. ونذكر فيما يخص المشاريع المنجزة في 2012، أشغال إنجاز المفارغ الفوضوية على مستوى ولاية الجزائر بكل من تسالة المرجة 1 تسالة المرجة 2، الرحمانية، المعالمة برج الكيفان والحميز3، أشغال غلق مركز الردم التقني للنفايات صنف 2 بأولاد فايت عملية إزالة المواد البلاستكية لفائدة بلديات براقي، الدار البيضاء وبرج البحري، دراسة تهيئة، تثبيت وتحصين الجرف البحري لعين طاية إنجاز واستلام مؤخرا لمركز الردم التقني صنف2 بمنطقة حميسي بلدية المعالمة مع ثلاثة أروقة للاسترجاع والفرز الانتقائي للنفايات المنزلية وإنجاز واستلام مركز الصنف التقني 3 للنفايات الهامة بمنطقة حميسي بلدية المعالمة، وكذا الانطلاق في إنجاز مركز 2 للردم التقني صنف 2 للنفايات المنزلية بمنطقة الرغاية بتقنية الفرز الانتقائي. وتبقي هذه الوسائل لجمع النفايات غير كافية في ظل السلوكيات اللاحضارية لبعض المواطنين ليبقى بذلك التحدي الكبير هو احترام رمي الفضلات داخل الحاويات المخصصة لذلك، وهذا حتى نتمكن جميعا من المشاركة في القضاء على هذه الظاهرة السلبية التي كان لها التأثير السلبي على المحيط البيئي لمدننا.