هناك على تلك الأراضي التي تزخر بالكاليتوس تقف القافلة الثقافية على مرافئ الذاكرة لترسم مع الآخر لغة التواصل الثقافية، لغة التقارب الحضاري التي تجمع أجزاء التراب كي يكون شاهدا على مرور الزمان على المكان... ففي نشوة الالتقاء بالأماكن تواصل القافلة الثقافية للمركز الثقافي الإسلامي بمدينة الجلفة رسم المشهد الذي دأبت على فتح فضاءاته منذ زمن، بعد أن زارت خلال هذه السنة بلدية عين معبد، لتقوم بدورها مرة أخرى وتحط الرحال ببلدية الزعفران، هذه البلدية العريقة التي تشهد لها أرضها بالكرم وحسن الضيافة وتنوع مواثيق العهد بالصلاح. وكان في استقبال القافلة نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي ومجموعة من الأعضاء، كما تم بدأ النشاطات بالمركب الرياضي الجواري لبلدية الزعفران، حيث افتتح الجلسة نائب المجلس الشعبي البلدي لبلدية الزعفران ونشطها الأستاذ إبراهيمي المختار بكلمات تنم عن ثقافة واعية لأثر التنوع الذي تحمله هذه القافلة انطلاقا من المحاضرات والأناشيد الدينية ووصولا إلى التنبيه بأهم إصدارات المنطقة التي تنوعت هي الأخرى بين الفكر والنقد والدين والأدب، وجاءت محاضرة الأستاذ هزرشي عبد الرحمن موضحة أهداف ومعالم هذه القافلة التي يسعى فيها المركز إلى تطوير نشاطاتها خاصة في هذه البلديات التي تحتاج إلى مثل هذا التواصل كي تنعش حركتها الثقافية وتهتم أكثر بهذه الجوانب التي بدأت شيئا فشيئا تقل وسط احتياجات أخرى فرضتها الظروف القاسية التي يعيشها المواطن هناك، إضافة إلى هذا قدم الشاعر أحمد رحمون باقة من القصائد الحديثة التي أحيت غرائز التفلسف عند الكثير مما حوّلت تلك الجلسة إلى مهرجان شعري... . ومن خلال المعروضات تفقد الزوار الذين أبدوا إعجابا آخر بما قدمه كتّاب مدينة الجلفة خاصة في الآونة الأخيرة، مما اقترح البعض بأن تخصص هبة للمركز تكمن في طبع الكتب الجلفاوية بعدد لا بأس به وتوزيعها في كل زيارة على بلديات الولاية لتبقى شاهدا على العبور ووثيقة حية للثقافة في مدينة الجلفة، هذه الفكرة التي رحب بها الكثير في انتظار من يساهم بشكل مادي في تطبيقها. فخدمة الثقافة هي أهم الأولويات التي يعتقدها الفرد كي ينعم المجتمع بتطور يمس جميع المجالات، لذلك من المؤكد أنه لن تخذله تلك الأولوية.