لا يتعدى سنها ال25 عاما، لكنها تعمل على إعداد القيادات في جميع المجالات ولفائدة جميع الشرائح والفئات، سواء كانت سياسية أو شبابية أو نسائية، في العمل وإدارة شؤون البيت، إلى جانب تخصيصها جانبا للطفل القائد. تجربة التونسية تقوى طرابلسي تعد رائدة على الصعيد العربي، على اعتبار أنها مديرة عامة لمركز إعداد القيادات، وجد مهتمة لنقل خبرة المركز إلى الجزائر وتراها سوق جد مهمة، وتمكنت إلى حد اليوم من عقد ما لايقل عن 13 مؤتمرا تدريبيا استقطب العديد من الجنسيات سواء من المؤطرين أو المتدربين.القوة الناعمة انجذبت نحو النشاط الجديد، وتقربت من صاحبة المركز فكان هذا الحوار.. الشعب: حدثينا عن مجال تخصصك.. كيف جاءت الفكرة ومن هم القادة الذين تعكفين على تدريبهم وتوجيههم نظريا وتطبيقيا؟ تقوى طرابلسي، مديرة مركز تدريب القادة: رغم أن مجال تخصصي مهندسة برمجة الطائرات وبعيد عن مجال عملي الحالي، إلا أن الوسط الأسري شجعني كثيرا على ولوج هذا المجال كون والدتي قيادية في حزب سياسي، وأخوين لي قياديين، رغم صغر سنهما أحدهم في منظمة طلابية عريقة في تونس والآخر في منظمة مجتمع مدن. ولا أبالغ إذا قلت أن البداية كانت بتحدي، سنة 2012، لأنني لم استفد من أي قرض وخبرتي كمدربة، منذ أن كنت طالبة، سمح لي بجمع المال لأجسد مشروعي كوني منذ نعومة أظافري وأنا ناشطة في منظمة جمعوية ونعكف في المركز على إعداد القادة والقياديات في العديد من المجالات أذكر منها القيادات السياسية والشبانية والنسائية وفي مجال ريادة الأعمال وحتى الطفل القائد لدينا برنامج خاص به، كوننا نعمل على جميع الفئات العمرية. ❊ أكيد أن مجال التدريب واسع، كيف تتم العملية عن قرب، وعلى أي مقياس يتم انتقاء المدربين المشرفين على التأطير؟ ❊❊ على سبيل المثال عندما نعمل على تدريب القادة السياسيين، يتلقون توجيهات نظرية وتطبيقية عن كيفية ظهورهم إعلاميا وطريقة حديثهم، وتقنيات لباسهم، ومواجهتهم لكل ما لم ينتظرونه من مواقف وما إلى غير ذلك. ولحد الآن لدينا 12 مؤتمرا تدريبيا قارا نربط فيه من خلال التدريب في جميع المجالات، العلاقات بين مختلف الجمعيات خلال التدريب على القيادة في منظمات المجتمع المدني، أو مع الشباب بمختلف الجنسيات إذا كانت العملية التدريبية لإعداد الشاب القائد، ولا أخفي عليك أننا نركز في عملنا على مسارين، ويتعلق الأمر بمسار ربط العلاقات مع الآخر خاصة من يختلف عنك في العادات والتقاليد واللغة ومسار التدريب الاحترافي، بالنظر إلى أهميته في التلقي وكسب الخبرة. للعلم، فإن المؤتمرات تجرى في عدة دول عربية وأوروبية، وبما أننا مركز تدريب وتطوير نركز على تنويع المختصين النفسانيين والمدربيين من عدة جنسيات، ونشترط أن يجمعوا بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي. ❊ هل لديكم شركاء ومتدربين خاصة من الجزائر؟ ❊❊ مؤسستنا تونسية لكنها تعقد شراكات مع عدة دول عربية وأخرى أوروبية حيث نعمل مع ليبيا والجزائر والمغرب والكويت وتركيا وعدة دول أوروبية وهذا ما يسمح بتنوع المشاركين بمختلف الجنسيات، وبالتالي تعدد وثراء في الخبرات من خلال الاحتكاك. وتعد السوق الجزائرية جد مهمة بالنسبة لنا، بل هي سوق مغرية ونتطلع لإيجاد شركاء بها. ❊ أيمكن الاطلاع على برنامجكم المخصص للمرأة والطفل على وجه الخصوص، وما هي الإضافات التي يقدمها المركز لهما؟ ❊❊ نركّز كثيرا على إعداد القادة داخل الأسرة، وعلى سبيل المثال المرأة القائدة داخل الأسرة وفي مكان عملها وكذا الطفل القائد منذ نعومة أظافره، وأشجّع فئة الشباب والمرأة على إنشاء مشروع اقتصادي، ولا نبخل عليهم بطبيعة الحال، بكيفية الانطلاق وأسرار تطوير المشروع ونتوقع بعض مشاكله مسبقا، لنطرح سلسلة من الحلول الافتراضية. وأغتنم الفرصة لأكشف بأننا بصدد تنظيم دورة تدريبة شهر جوان القادم سيجمع مدربات متميزات وعرض لنماذج ناجحة للمرأة، علما أن مؤتمراتنا التدريبية تدوم 7 أيام، أما المخيمات فتستمر طيلة 18 يوما، لأننا نركز فيها كذلك على البعد السياحي. ❊ ما هو عدد المتدربين الذي تلقوا تحصيلا في مجال الخبرة في المركز، وما هي ردة فعلهم عقب التدريب؟ ❊❊ المئات من المتدربين من مختلف الجنسيات، وهناك من أشرف عليهم بنفسي ويساعدني مدربين آخرين، وأغلبية المتدربين تربطني معهم علاقات طيبة مازالت مستمرة إلى يومنا هذا. الجميع يخرج من الدورة التدريبية مستحسنا للخبرات الجديدة التي تزود بها. ❊ ما هي أسرار نجاح تقوى؟ ❊❊ الإصرار والتحدي، ومساعدة زوجي الذي يقتطع العطل من عمله ليقف إلى جنبي ويساعدني كثيرا. ❊ في نهاية اللقاء ماذا تقولين للمرأة العربية والجزائرية التي ستلتقي بك عبر صفحات جريدة «الشعب»؟ ❊❊ أقول للعربية والجزائرية بأنه يجب أن تثق في نفسها، بل أن يكون لها خزان من الثقة وتتحلى بقوة الإرادة، ويمكنها أن تستمد كل ذلك من أصولها وجذورها العريقة.