ابلغ رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في لقاء مع أعيان منطقة غرداية حيث قام بزيارة عمل وتفقد لبرنامج التكفل بمنكوبي فيضانات وادي ميزاب في رده على طلبهم لأموال إضافية أن السنوات السمان قد ولّت وجاءت سنوات عجاف في إشارة للأزمة المالية العالمية التي بدأت تضغط على الموارد البترولية، وأضاف قائلا: انه لو يوجد مليم إضافي لتم تخصيصه لغرداية، ولكن سكانها عندما يطلعون على الحقيقة يرفضون ذلك، معتبرا في رسالة موجهة إلى الشعب الجزائري برمته أن الوقت حان للتشمير على السواعد والانتقال من ثمة للعمل بتوظيف كل الأوراق غير البترولية في الدفع بوتيرة التنمية وإنتاج الثروة خارج المحروقات والحد من الإنفاق غير الضروري في كافة المجالات وربما بدءا من الفرد نفسه. وأشار رئيس الدولة إلى أن المسألة تهم في حقيقة الأمر الشعب بكامله وليس الرئيس أو الحكومة، مثمنا روح التضامن الراسخة في سكان غرداية وكذا الصبر الذي تميزوا به أمام صدمة الفيضانات وخاطبهم قائلا: إن الدولة بكل مؤسساتها بما فيها الجيش الوطني الشعبي دولتكم ومن ثمة هي دولة الشعب الجزائري . ومن جانبهم ألقى أعيان المنطقة من مدينة غرداية والعطف والمجتمع المدني كلمات أجمعت في المضمون على تثمين المجهودات المبذولة منذ تولي القاضي الأول للبلاد مقاليد السلطة في شتى ميادين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإعادة البلاد إلى مركزها المتميز على الساحة الدولية في ظل إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن وانجاز مسار السلم والمصالحة والسير بالجزائر إلى بر الأمان، وبالمناسبة وجهت لرئيس الجمهورية الدعوة إلى الترشح لعهدة ثالثة. وبالفعل فقد حظي رئيس الدولة صباح أمس باستقبال شعبي بوسط مدينة غرداية حيث سار مترجلا لمسافة معتبرة وسط شارع أول نوفمبر إلى غاية مقر الولاية وسط أهازيج من الترحيب الذي يعكس أصالة المنطقة ووفاء سكانها والتأكيد على خيارات المصالحة الوطنية وتعزيز التنمية في سياق استمرارية النهج الوطني للتقويم والبناء، فيما بادلهم التحية في كل مرة . وقبل أن يدخل المدينة توجه الرئيس بوتفليقة إلى منطقة واد نشو على مسافة حوالي 20 كلم حيث اطلع على برنامج انجاز 1550 شاليه بتكلفة من التهيئة إلى التنصيب فاقت 277,9 ملايير دينار موزعة على 5 مواقع جزئية في شكل أحياء سكانية ضمن فضاء جغرافي يحتضن المدينة الحضرية الجديدة وسلم في عملية رمزية مفاتيح دخول لعشر عائلات قبل أن يضع حجر الأساس لمشروع انجاز 1350 سكن جديد من المقرر أن تنمو أمام المنكوبين من ضمن برنامج بألفي سكن. وتفقد عينة من الشاليهات التي تتوفر على شروط حياة انتقالية في كنف الكرامة والاطمئنان للعائلات المنكوبة التي ولا شك أنها صدقت خروجها من دائرة الخطر والتخلص من مشاعر الضياع من طرق معبدة وإنارة وجدران للوقاية من الشارع وتكفلت بانجازه وحدات الجيش الوطني الشعبي، فيما تبادل الحديث مع بعض المواطنين المستفيدين ، وقد تطلبت عملية التكفل بالآثار المباشرة لذلك الفيضان الطوفاني تجنيد 4042 وسيلة عمل وأداة تدخل لرفع الردوم والأتربة وفتح الطرق والمسالك . وتميزت الفترة المسائية بالتنقل إلى عدة مواقع ذات طابع اجتماعي وخدماتي مثل تدشين مركب الأم والطفل بمستشفى قدي بكير، إلى جانب مركز لتصفية الكلى وتدشين مقر مديرية وحدة التدخل للحماية المدنية ببوهراوة ثم تفقد موقعي 150 شاليه ببوهراوة 1 و2 ونفس الاهتمام خصص لموقع 150 شاليه ببوبريك بضاية بن ضحوة وموقع 10 شاليهات بمتليلي. كل هذا اظهر مدى الثقل الذي تدخلت به الدولة من كافة الجوانب الاستعجالية لإزالة ما خلفه فيضان أول أكتوبر 2008 في ظل هبة تضامنية مواطنية ليست غريبة على شعب لطالما واجه مواقف أصعب وتمسك بعناصر وحدته للخروج منها منتصرا في كل مرة مثلما تقدمه صورة غرداية بعد ثلاثة أشهر فقط من طوفان كاد أن يعصف بها وهي تستعيد أنفاسها لتعانق مسار التنمية الطبيعي من جديد في كنف الهدوء. ------------------------------------------------------------------------