استضاف المسرح الوطني محي الدين بشطارزي في عدده الأخير من فضاء ''صدى الأقلام''، المسرحي جمال سعداوي الفائز بجائزة ''إبداعات الشباب''، حيث حضر عدد معتبر من الفنانين وعلى رأسهم الممثل المخرج الشاب عباس إسلام، حيث أثروا الجلسة بمناقشات مست جوانب عديدة من الفن، خاصة الإخراج والتمثيل. قام الفنان جمال سعداوي بقراءة لمسرحيته''القصائد المحروقة''، التي حملت أشياء كثيرة أثرت الفضاء ببهو المسرح الوطني بنقاشات من أهل الاختصاص، حيث تم التطرق إلى فكرة اعتماد شخصيات مجهولة الهوية في المسرحيات كأن يقال شخص أول، شخص ثاني، و..دون نسب أسماء أو صفات معينة لها، فمن جهته رأى جمال أن إتباع هذه الطريقة يعطي طابعا خاصا للنص، فعدم تحديد مواصفات أو أسماء للشخصيات يجعل أي قارئ حسب نظره يتخيل نفسه صاحبها، فالإنسان له حقيقتان خارجية وداخلية قائلا'' أردت أن أجعل هذه الشخصيات نقاط مشتركة بين الناس، وفتح المجال لأي واحد من تخيل نفسه وهو متقمص الدور''، كما أكد أنه في نصه جسد تجربة حياتية من أجل رفع الحق واهباط الباطل، مبينا من جهة أخرى أن المفاهيم نسبية، فلا يستطيع الحكم عن جمال الشيء، حقيقته أم بطلانه، لكن ابرز أن الواقع هو الذي يحكي ويفسر، فالإنسان لا يستطيع تجاهل الحقائق، فالهدف كله ينصب في فكرة التضامن بين الأطراف المختلفة، مؤكدا أن ما يحدث في غزة هذه الآونة ما هو إلا تعبير عن تنافر الآراء وتشتت المصالح، وهذا نوع من الهروب من بوتقة التغيير التي يرمي إليها المسرحي جمال في نصه. ورأى الممثل عباس إسلام أن هذا الأسلوب في وضع الشخصيات يفتح المجال للخيال، ومع مرور الأحداث يكن أن تتغير الشخصيات فيصبح الجلاد هو المناضل والعكس، فالتجربة الإنسانية لها وجهان جلاد ومناضل، فقد يتخيل إنسان نفسه تارة في شخصية وتارة في أخرى، فالفرد بطبعه يحمل صفتين كامنة وبارزة، وكل حسب قوة شخصيته يستطيع إبراز جانب وإخفاء آخر، أما عن الجانب الجمالي في النص المسرحي فقد اتفق الفنانون في نقطة وجوب توفر العنصر الجمالي في النص من شعر، اختيار ألفاظ مناسبة وغيرها، والابتعاد من جهة أخرى عن كل ما يضع المخرج في قفص، حيث يجد نفسه مجبر على إخراج معين، أما عن التغيير فاعتبر جمال التغيير مشروع، هذا الأخير الذي يبنى على ثلاث أسئلة هي من تكون، من أنا اليوم، وكيف أريد أن أكون في الغد، إذا توفرت الإجابة على الأسئلة الثلاثة يمكن للفرد أن يبني مشروعا، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالهيكل الدرامي للنص. ------------------------------------------------------------------------