أكد المكلف بالأعمال لدى سفارة المملكة المتحدةبالجزائر بيرنارد غارسيد، أمس الأول، أن بريطانيا تركز في استثماراتها على نقل المعارف الحديثة للجزائر، عملا بتوصيات اللقاء الأخير الذي جمع الوزير الأول البريطاني، دايفد كامرون، في جانفي 2013 مع السلطات الجزائرية، مشيرا إلى تشجيع بلده لشراكة مستدامة مع الجزائر. وأوضح غارسيد في تصريح للصحافة، على هامش مشاركتهم في الطبعة 47 لمعرض الجزائر الدولي ب7 مؤسسات في مجالات مختلفة، أن الجزائر تعد السوق الرابعة لبريطانيا بعد كل من جنوب إفريقيا، مصر ونيجيريا، متأسفا لتأخر اكتشاف السوق الجزائرية من طرف رجال الأعمال البريطانيين والفرص التي تحملها، غير أنهم سيتداركون هذا التأخر من خلال تعزيز سبل التعاون، لاسيما بعد التحاق السفير البريطاني الجديد "أندرو نوبل" بالجزائر في 07 جوان الداخل خلفا لمارتن روبر. واعترف المتحدث، بأن اللغة الإنجليزية دخيلة على المجتمع الجزائري، وبغية تجاوز هذا العائق تم إدخال اللغة مع عدة شركاء، مشيرا إلى أنهم يبحثون سبل تحسين الشراكة مع الجزائر من خلال ثلاث نقاط محورية: استدامة الشراكة، التواجد من خلال تبادل الزيارات لرجال الأعمال بين البلدين والصبر، كونهم لا يبحثون عن تجارة سريعة وإنما طويلة المدى وهو ما جعلهم ينشئون المجلس الأعلى لرجال الأعمال الجزائري - البريطاني. من جهتها اعترفت رئيسة مجلس الأعمال الجزائري - البريطاني، ليدي أولغا ميتلاند، بوجود العديد من العراقيل البيروقراطية وبعض الصعوبات، على غرار تحويل نسب الأرباح، غير أن صبرهم سيمكنهم من بناء شراكة مستديمة، مشيرة إلى أن قاعدة 51 - 49 لا تشكل عائقا أمام الاستثمار البريطاني وتطوره بالجزائر، كون أن هذه القاعدة معمول بها في كثير من الدول. وقالت ميتلاند، إن العلاقات بين البلدين عرفت تطورا خلال العشر سنوات، كون أن مناخ الاستثمار بالجزائر في تحسن ويحمل آفاقا واعدة، ومن ثمّ فإن مجلس الأعمال الجزائري - البريطاني سيشجع دخول البريطانيين إلى الجزائر، لأن طموحهم هو بناء استثمار رابح للطرفين وتطوير العلاقات، مشيرة إلى أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين، السنة الفارطة، بلغ 4.5 ملايير دولار. وكشفت ذات المتحدثة، عن زيارة مرتقبة خلال الأسابيع المقبلة لعمدة لندن للجزائر لتحديد مجالات الشراكة، مشيرة إلى أن مجالات اهتمامهم تتعلق بالطاقة والصناعات الكيماوية والصيدلانية والصحة والتربية وكذا إدخال مزيد من شركات البناء. وتحدثت ميتلاند عن بعض الاستثمارات البريطانية بالجزائر والعقود الممضاة، على غرار بناء مستشفى بتلمسان مزوّد بكل التجهيزات بسعة استيعاب تصل إلى 500 سرير، إلى جانب ترميم مصلحة الاستعجالات بابن مسوس، وإرسال إطارات جزائرية للتكوين في بريطانيا في مجال التسيير، إلى جانب عقود مع الوكالة الفضائية الجزائرية "أزال" والفضائية البريطانية لتبادل المعلومات وإشراك 36 تقنيا من الجزائر لإنجاز محطة الإرسال عبر الساتل من بريطانيا. وفي المقابل، أبدت المتحدثة اهتمامها بالوجهة السياحية الجزائرية التي ماتزال غير معروفة بالنسبة للسائح البريطاني، كاشفة عن دعوة عدة وكالات سياحية بريطانية لاستكشاف المواقع السياحية ببلادنا والتعريف بالمقصد السياحي، خاصة وأنها شاركت في 4 خرجات سياحية إلى الصحراء ووقفت على الإمكانات الهامة التي تزخر بها، ولهذا ستلتقي، الأسبوع المقبل، بوزير السياحة والصناعات التقليدية لبحث فرص الشراكة في هذا القطاع الواعد.